[ بازگشت ] | [ چـاپ ]

مربوط به :بیانات در دیدار اقشار مختلف مردم در روز بیست‌وسوم ماه مبارک رمضان ۱۴۱۰ ه.ق - 1369/01/30
عنوان فیش : آراستگی به فضائل اخلاقی
کلیدواژه(ها) : آراستگی به فضائل اخلاقی
نوع(ها) : جستار

متن فیش :
در جمهوری اسلامی، همه‌ی قشرها، چه کسانی که مسؤولیتی در نظام جمهوری اسلامی دارند - که البته نسبت به اینها، تکلیف سنگینتر و فوریتر و واجبتر است - چه مردم معمولی جامعه که سمت و منصب و شغل و اعتباری ظاهری را یدک نمی‌کشند، اگر سعی کنند همین یک خصوصیت را - تواضع، زدودن روح تکبر و استعلا و علو، که موجب طغیان است - در خودشان به وجود آورند، بسیاری از مشکلات حل خواهد شد و جامعه، جامعه‌ی حقیقتاً اسلامی خواهد شد. باید این کارها را بکنیم؛ منتظر چه هستیم؟ آن احساس و وسوسه‌یی که درون من و شما وجود داشته باشد، دایم به ما بگوید که ما از دیگران بالاتریم، حرف ما از حرف دیگران قابل قبولتر است، شأن ما از شأن دیگران بیشتر است؛ این، موجب فساد و اختلاف و گسستن همه چیز در نظام اسلامی است؛ این را باید از بین برد. اگر ما این صفت شیطانی را در وجود خودمان و در صحن جامعه از بین بردیم، برادری و همکاری به وجود خواهد آمد و روزبه‌روز، وحدت بهتر و بیشتری ایجاد خواهد شد و جامعه، التیام الهی و اسلامی خودش را به دست خواهد آورد.

مربوط به :بیانات در دیدار اقشار مختلف مردم در روز بیست‌وسوم ماه مبارک رمضان ۱۴۱۰ ه.ق - 1369/01/30
عنوان فیش :خضوع امیرالمومنین علیه السلام در مقابل پروردگار
کلیدواژه(ها) : استکبار, کبر
نوع(ها) : نهج‌البلاغه

متن فیش :
امیرالمؤمنین(صلواةاللَّه‌وسلامه‌علیه) در کتاب شریف نهج‌البلاغه، درباره‌ی صفت تکبر و در مقام علاج و زدودن آن، مطالب عجیبی بیان فرمودند و کلمات دُررباری از آن بزرگوار نقل شده(1) و زندگی آن حضرت هم، مظهر همین عبودیت برای خدا و در راه خدا بود. شاید بشود نقطه‌ی مقابل آن کبر و علوّ و استعلا در وجود انسان را، عبودیت و بندگی و خضوع محض در مقابل خدا دانست، که پذیرفتن احکام الهی و تسلیم در مقابل خدا را به همراه دارد.
این، خصوصیت اولیای الهی است و وجود مقدس امیرالمؤمنین(علیه‌الصّلاة والسّلام) بیشتر از همه کس، به این خصوصیت آراسته بود. وجود آن بزرگوار، از اول زندگی و از اول مبارزاتِ در راه اسلام، تا زمانی که پیامبر خدا(ص) در جامعه حضور داشتند و همچنین بعد از رحلت پیامبر، تا وقتی که حکومت و خلافت در اختیار آن بزرگوار قرار گرفت و همچنین در دوران خلافت و حکومت آن بزرگوار، در عین مبارزه‌ی با طاغوتها و متکبران و مستکبران صحنه‌ی سیاست، با آن روحیه‌ی استکباری که در درون انسانها هست، نیز مبارزه می‌کرد. عمل شخصی او، این‌طور بود. در وجود خود آن بزرگوار، خضوع و خشوع و تواضع در مقابل پروردگار، یک چیز عجیب و استثنایی بود و در دیگران هم این حالت را ایجاد می‌کرد.
1 ) خطبه 192 : از خطبه‏هاى آن حضرت است كه گروهى از مردم آن را «قاصعه» (كوبنده متكبران) مى‏نامند اين خطبه حاوى مذمّت ابليس ملعون به خاطر استكبار و ترك سجودش نسبت به آدم عليه السّلام است، و اينكه او اولين كسى است كه بر عدم پذيرش حق اصرار ورزيد، و پيرو خود خواهى شد، و اين خطبه مردم را از پيروى راه او برحذر مى‏دارد.
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَبِسَ الْعِزَّ وَ الْكِبْرِيَاءَ وَ اخْتَارَهُمَا لِنَفْسِهِ دُونَ خَلْقِهِ وَ جَعَلَهُمَا حِمًى وَ حَرَماً عَلَى غَيْرِهِ وَ اصْطَفَاهُمَا لِجَلَالِهِ . وَ جَعَلَ اللَّعْنَةَ عَلَى مَنْ نَازَعَهُ فِيهِمَا مِنْ عِبَادِهِ ثُمَّ اخْتَبَرَ بِذَلِكَ مَلَائِكَتَهُ الْمُقَرَّبِينَ لِيَمِيزَ الْمُتَوَاضِعِينَ مِنْهُمْ مِنَ الْمُسْتَكْبِرِينَ فَقَالَ سُبْحَانَهُ وَ هُوَ الْعَالِمُ بِمُضْمَرَاتِ الْقُلُوبِ وَ مَحْجُوبَاتِ الْغُيُوبِ إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَ نَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ إِلَّا إِبْلِيسَ اعْتَرَضَتْهُ الْحَمِيَّةُ فَافْتَخَرَ عَلَى آدَمَ بِخَلْقِهِ وَ تَعَصَّبَ عَلَيْهِ لِأَصْلِهِ فَعَدُوُّ اللَّهِ إِمَامُ الْمُتَعَصِّبِينَ وَ سَلَفُ الْمُسْتَكْبِرِينَ الَّذِي وَضَعَ أَسَاسَ الْعَصَبِيَّةِ وَ نَازَعَ اللَّهَ رِدَاءَ الْجَبْرِيَّةِ وَ ادَّرَعَ لِبَاسَ التَّعَزُّزِ وَ خَلَعَ قِنَاعَ التَّذَلُّلِ أَ لَا تَرَوْنَ كَيْفَ صَغَّرَهُ اللَّهُ بِتَكَبُّرِهِ وَ وَضَعَهُ بِتَرَفُّعِهِ فَجَعَلَهُ فِي الدُّنْيَا مَدْحُوراً وَ أَعَدَّ لَهُ فِي الْآخِرَةِ سَعِيراً . وَ لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَخْلُقَ آدَمَ مِنْ نُورٍ يَخْطَفُ الْأَبْصَارَ ضِيَاؤُهُ وَ يَبْهَرُ الْعُقُولَ رُوَاؤُهُ وَ طِيبٍ يَأْخُذُ الْأَنْفَاسَ عَرْفُهُ لَفَعَلَ وَ لَوْ فَعَلَ لَظَلَّتْ لَهُ الْأَعْنَاقُ خَاضِعَةً وَ لَخَفَّتِ الْبَلْوَى فِيهِ عَلَى الْمَلَائِكَةِ وَ لَكِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ يَبْتَلِي خَلْقَهُ بِبَعْضِ مَا يَجْهَلُونَ أَصْلَهُ تَمْيِيزاً بِالِاخْتِبَارِ لَهُمْ وَ نَفْياً لِلِاسْتِكْبَارِ عَنْهُمْ وَ إِبْعَاداً لِلْخُيَلَاءِ مِنْهُمْ . فَاعْتَبِرُوا بِمَا كَانَ مِنْ فِعْلِ اللَّهِ بِإِبْلِيسَ إِذْ أَحْبَطَ عَمَلَهُ الطَّوِيلَ وَ جَهْدَهُ الْجَهِيدَ وَ كَانَ قَدْ عَبَدَ اللَّهَ سِتَّةَ آلَافِ سَنَةٍ لَا يُدْرَى أَ مِنْ سِنِي الدُّنْيَا أَمْ مِنْ سِنِي الْآخِرَةِ عَنْ كِبْرِ سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ فَمَنْ ذَا بَعْدَ إِبْلِيسَ يَسْلَمُ عَلَى اللَّهِ بِمِثْلِ مَعْصِيَتِهِ كَلَّا مَا كَانَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ لِيُدْخِلَ الْجَنَّةَ بَشَراً بِأَمْرٍ أَخْرَجَ بِهِ مِنْهَا مَلَكاً إِنَّ حُكْمَهُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ وَ أَهْلِ الْأَرْضِ لَوَاحِدٌ وَ مَا بَيْنَ اللَّهِ وَ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ هَوَادَةٌ فِي إِبَاحَةِ حِمًى حَرَّمَهُ عَلَى الْعَالَمِينَ . فَاحْذَرُوا عِبَادَ اللَّهِ عَدُوَّ اللَّهِ أَنْ يُعْدِيَكُمْ بِدَائِهِ وَ أَنْ يَسْتَفِزَّكُمْ بِنِدَائِهِ وَ أَنْ يُجْلِبَ عَلَيْكُمْ بِخَيْلِهِ وَ رَجِلِهِ فَلَعَمْرِي لَقَدْ فَوَّقَ لَكُمْ سَهْمَ الْوَعِيدِ وَ أَغْرَقَ إِلَيْكُمْ بِالنَّزْعِ الشَّدِيدِ وَ رَمَاكُمْ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ فَقَالَ رَبِّ بِما أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ قَذْفاً بِغَيْبٍ بَعِيدٍ وَ رَجْماً بِظَنٍّ غَيْرِ مُصِيبٍ صَدَّقَهُ بِهِ أَبْنَاءُ الْحَمِيَّةِ وَ إِخْوَانُ الْعَصَبِيَّةِ وَ فُرْسَانُ الْكِبْرِ وَ الْجَاهِلِيَّةِ حَتَّى إِذَا انْقَادَتْ لَهُ الْجَامِحَةُ مِنْكُمْ وَ اسْتَحْكَمَتِ الطَّمَاعِيَّةُ مِنْهُ فِيكُمْ فَنَجَمَتِ الْحَالُ مِنَ السِّرِّ الْخَفِيِّ إِلَى الْأَمْرِ الْجَلِيِّ اسْتَفْحَلَ سُلْطَانُهُ عَلَيْكُمْ وَ دَلَفَ بِجُنُودِهِ نَحْوَكُمْ فَأَقْحَمُوكُمْ وَلَجَاتِ الذُّلِّ وَ أَحَلُّوكُمْ وَرَطَاتِ الْقَتْلِ وَ أَوْطَئُوكُمْ إِثْخَانَ الْجِرَاحَةِ طَعْناً فِي عُيُونِكُمْ وَ حَزّاً فِي حُلُوقِكُمْ وَ دَقّاً لِمَنَاخِرِكُمْ وَ قَصْداً لِمَقَاتِلِكُمْ وَ سَوْقاً بِخَزَائِمِ الْقَهْرِ إِلَى النَّارِ الْمُعَدَّةِ لَكُمْ فَأَصْبَحَ أَعْظَمَ فِي دِينِكُمْ حَرْجاً وَ أَوْرَى فِي دُنْيَاكُمْ قَدْحاً مِنَ الَّذِينَ أَصْبَحْتُمْ لَهُمْ مُنَاصِبِينَ وَ عَلَيْهِمْ مُتَأَلِّبِينَ فَاجْعَلُوا عَلَيْهِ حَدَّكُمْ وَ لَهُ جِدَّكُمْ فَلَعَمْرُ اللَّهِ لَقَدْ فَخَرَ عَلَى أَصْلِكُمْ وَ وَقَعَ فِي حَسَبِكُمْ وَ دَفَعَ فِي نَسَبِكُمْ وَ أَجْلَبَ بِخَيْلِهِ عَلَيْكُمْ وَ قَصَدَ بِرَجِلِهِ سَبِيلَكُمْ يَقْتَنِصُونَكُمْ بِكُلِّ مَكَانٍ وَ يَضْرِبُونَ مِنْكُمْ كُلَّ بَنَانٍ لَا تَمْتَنِعُونَ بِحِيلَةٍ وَ لَا تَدْفَعُونَ بِعَزِيمَةٍ فِي حَوْمَةِ ذُلٍّ وَ حَلْقَةِ ضِيقٍ وَ عَرْصَةِ مَوْتٍ وَ جَوْلَةِ بَلَاءٍ فَأَطْفِئُوا مَا كَمَنَ فِي قُلُوبِكُمْ مِنْ نِيرَانِ الْعَصَبِيَّةِ وَ أَحْقَادِ الْجَاهِلِيَّةِ فَإِنَّمَا تِلْكَ الْحَمِيَّةُ تَكُونُ فِي الْمُسْلِمِ مِنْ خَطَرَاتِ الشَّيْطَانِ وَ نَخَوَاتِهِ وَ نَزَغَاتِهِ وَ نَفَثَاتِهِ وَ اعْتَمِدُوا وَضْعَ التَّذَلُّلِ عَلَى رُءُوسِكُمْ وَ إِلْقَاءَ التَّعَزُّزِ تَحْتَ أَقْدَامِكُمْ وَ خَلْعَ التَّكَبُّرِ مِنْ أَعْنَاقِكُمْ وَ اتَّخِذُوا التَّوَاضُعَ مَسْلَحَةً بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَ عَدُوِّكُمْ إِبْلِيسَ وَ جُنُودِهِ فَإِنَّ لَهُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ جُنُوداً وَ أَعْوَاناً وَ رَجِلًا وَ فُرْسَاناً وَ لَا تَكُونُوا كَالْمُتَكَبِّرِ عَلَى ابْنِ أُمِّهِ مِنْ غَيْرِ مَا فَضْلٍ جَعَلَهُ اللَّهُ فِيهِ سِوَى مَا أَلْحَقَتِ الْعَظَمَةُ بِنَفْسِهِ مِنْ عَدَاوَةِ الْحَسَدِ وَ قَدَحَتِ الْحَمِيَّةُ فِي قَلْبِهِ مِنْ نَارِ الْغَضَبِ وَ نَفَخَ الشَّيْطَانُ فِي أَنْفِهِ مِنْ رِيحِ الْكِبْرِ الَّذِي أَعْقَبَهُ اللَّهُ بِهِ النَّدَامَةَ وَ أَلْزَمَهُ آثَامَ الْقَاتِلِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ . أَلَا وَ قَدْ أَمْعَنْتُمْ فِي الْبَغْيِ وَ أَفْسَدْتُمْ فِي الْأَرْضِ مُصَارَحَةً لِلَّهِ بِالْمُنَاصَبَةِ وَ مُبَارَزَةً لِلْمُؤْمِنِينَ بِالْمُحَارَبَةِ فَاللَّهَ اللَّهَ فِي كِبْرِ الْحَمِيَّةِ وَ فَخْرِ الْجَاهِلِيَّةِ فَإِنَّهُ مَلَاقِحُ الشَّنَئَانِ وَ مَنَافِخُ الشَّيْطَانِ الَّتِي خَدَعَ بِهَا الْأُمَمَ الْمَاضِيَةَ وَ الْقُرُونَ الْخَالِيَةَ حَتَّى أَعْنَقُوا فِي حَنَادِسِ جَهَالَتِهِ وَ مَهَاوِي ضَلَالَتِهِ ذُلُلًا عَنْ سِيَاقِهِ سُلُساً فِي قِيَادِهِ أَمْراً تَشَابَهَتِ الْقُلُوبُ فِيهِ وَ تَتَابَعَتِ الْقُرُونُ عَلَيْهِ وَ كِبْراً تَضَايَقَتِ الصُّدُورُ بِهِ . أَلَا فَالْحَذَرَ الْحَذَرَ مِنْ طَاعَةِ سَادَاتِكُمْ وَ كُبَرَائِكُمْ الَّذِينَ تَكَبَّرُوا عَنْ حَسَبِهِمْ وَ تَرَفَّعُوا فَوْقَ نَسَبِهِمْ وَ أَلْقَوُا الْهَجِينَةَ عَلَى رَبِّهِمْ وَ جَاحَدُوا اللَّهَ عَلَى مَا صَنَعَ بِهِمْ مُكَابَرَةً لِقَضَائِهِ وَ مُغَالَبَةً لِآلَائِهِ فَإِنَّهُمْ قَوَاعِدُ أَسَاسِ الْعَصَبِيَّةِ وَ دَعَائِمُ أَرْكَانِ الْفِتْنَةِ وَ سُيُوفُ اعْتِزَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَ لَا تَكُونُوا لِنِعَمِهِ عَلَيْكُمْ أَضْدَاداً وَ لَا لِفَضْلِهِ عِنْدَكُمْ حُسَّاداً وَ لَا تُطِيعُوا الْأَدْعِيَاءَ الَّذِينَ شَرِبْتُمْ بِصَفْوِكُمْ كَدَرَهُمْ وَ خَلَطْتُمْ بِصِحَّتِكُمْ مَرَضَهُمْ وَ أَدْخَلْتُمْ فِي حَقِّكُمْ بَاطِلَهُمْ وَ هُمْ أَسَاسُ الْفُسُوقِ وَ أَحْلَاسُ الْعُقُوقِ اتَّخَذَهُمْ إِبْلِيسُ مَطَايَا ضَلَالٍ وَ جُنْداً بِهِمْ يَصُولُ عَلَى النَّاسِ وَ تَرَاجِمَةً يَنْطِقُ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ اسْتِرَاقاً لِعُقُولِكُمْ وَ دُخُولًا فِي عُيُونِكُمْ وَ نَفْثاً فِي أَسْمَاعِكُمْ فَجَعَلَكُمْ مَرْمَى نَبْلِهِ وَ مَوْطِئَ قَدَمِهِ وَ مَأْخَذَ يَدِهِ . فَاعْتَبِرُوا بِمَا أَصَابَ الْأُمَمَ الْمُسْتَكْبِرِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنْ بَأْسِ اللَّهِ وَ صَوْلَاتِهِ وَ وَقَائِعِهِ وَ مَثُلَاتِهِ وَ اتَّعِظُوا بِمَثَاوِي خُدُودِهِمْ وَ مَصَارِعِ جُنُوبِهِمْ وَ اسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ مِنْ لَوَاقِحِ الْكِبْرِ كَمَا تَسْتَعِيذُونَهُ مِنْ طَوَارِقِ الدَّهْرِ فَلَوْ رَخَّصَ اللَّهُ فِي الْكِبْرِ لِأَحَدٍ مِنْ عِبَادِهِ لَرَخَّصَ فِيهِ لِخَاصَّةِ أَنْبِيَائِهِ وَ أَوْلِيَائِهِ وَ لَكِنَّهُ سُبْحَانَهُ كَرَّهَ إِلَيْهِمُ التَّكَابُرَ وَ رَضِيَ لَهُمُ التَّوَاضُعَ فَأَلْصَقُوا بِالْأَرْضِ خُدُودَهُمْ وَ عَفَّرُوا فِي التُّرَابِ وُجُوهَهُمْ وَ خَفَضُوا أَجْنِحَتَهُمْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَ كَانُوا قَوْماً مُسْتَضْعَفِينَ قَدِ اخْتَبَرَهُمُ اللَّهُ بِالْمَخْمَصَةِ وَ ابْتَلَاهُمْ بِالْمَجْهَدَةِ وَ امْتَحَنَهُمْ بِالْمَخَاوِفِ وَ مَخَضَهُمْ بِالْمَكَارِهِ فَلَا تَعْتَبِرُوا الرِّضَى وَ السُّخْطَ بِالْمَالِ وَ الْوَلَدِ جَهْلًا بِمَوَاقِعِ الْفِتْنَةِ وَ الِاخْتِبَارِ فِي مَوْضِعِ الْغِنَى وَ الِاقْتِدَارِ فَقَدْ قَالَ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى أَ يَحْسَبُونَ أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مالٍ وَ بَنِينَ نُسارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْراتِ بَلْ لا يَشْعُرُونَ فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ يَخْتَبِرُ عِبَادَهُ الْمُسْتَكْبِرِينَ فِي أَنْفُسِهِمْ بِأَوْلِيَائِهِ الْمُسْتَضْعَفِينَ فِي أَعْيُنِهِمْ . وَ لَقَدْ دَخَلَ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ وَ مَعَهُ أَخُوهُ هَارُونُ ( عليه السلام ) عَلَى فِرْعَوْنَ وَ عَلَيْهِمَا مَدَارِعُ الصُّوفِ وَ بِأَيْدِيهِمَا الْعِصِيُّ فَشَرَطَا لَهُ إِنْ أَسْلَمَ بَقَاءَ مُلْكِهِ وَ دَوَامَ عِزِّهِ فَقَالَ أَ لَا تَعْجَبُونَ مِنْ هَذَيْنِ يَشْرِطَانِ لِي دَوَامَ الْعِزِّ وَ بَقَاءَ الْمُلْكِ وَ هُمَا بِمَا تَرَوْنَ مِنْ حَالِ الْفَقْرِ وَ الذُّلِّ فَهَلَّا أُلْقِيَ عَلَيْهِمَا أَسَاوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ إِعْظَاماً لِلذَّهَبِ وَ جَمْعِهِ وَ احْتِقَاراً لِلصُّوفِ وَ لُبْسِهِ وَ لَوْ أَرَادَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ لِأَنْبِيَائِهِ حَيْثُ بَعَثَهُمْ أَنْ يَفْتَحَ لَهُمْ كُنُوزَ الذِّهْبَانِ وَ مَعَادِنَ الْعِقْيَانِ وَ مَغَارِسَ الْجِنَانِ وَ أَنْ يَحْشُرَ مَعَهُمْ طُيُورَ السَّمَاءِ وَ وُحُوشَ الْأَرَضِينَ لَفَعَلَ وَ لَوْ فَعَلَ لَسَقَطَ الْبَلَاءُ وَ بَطَلَ الْجَزَاءُ وَ اضْمَحَلَّتِ الْأَنْبَاءُ وَ لَمَا وَجَبَ لِلْقَابِلِينَ أُجُورُ الْمُبْتَلَيْنَ وَ لَا اسْتَحَقَّ الْمُؤْمِنُونَ ثَوَابَ الْمُحْسِنِينَ وَ لَا لَزِمَتِ الْأَسْمَاءُ مَعَانِيَهَا وَ لَكِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ جَعَلَ رُسُلَهُ أُولِي قُوَّةٍ فِي عَزَائِمِهِمْ وَ ضَعَفَةً فِيمَا تَرَى الْأَعْيُنُ مِنْ حَالَاتِهِمْ مَعَ قَنَاعَةٍ تَمْلَأُ الْقُلُوبَ وَ الْعُيُونَ غِنًى وَ خَصَاصَةٍ تَمْلَأُ الْأَبْصَارَ وَ الْأَسْمَاعَ أَذًى وَ لَوْ كَانَتِ الْأَنْبِيَاءُ أَهْلَ قُوَّةٍ لَا تُرَامُ وَ عِزَّةٍ لَا تُضَامُ وَ مُلْكٍ تُمَدُّ نَحْوَهُ أَعْنَاقُ الرِّجَالِ وَ تُشَدُّ إِلَيْهِ عُقَدُ الرِّحَالِ لَكَانَ ذَلِكَ أَهْوَنَ عَلَى الْخَلْقِ فِي الِاعْتِبَارِ وَ أَبْعَدَ لَهُمْ فِي الِاسْتِكْبَارِ وَ لَآمَنُوا عَنْ رَهْبَةٍ قَاهِرَةٍ لَهُمْ أَوْ رَغْبَةٍ مَائِلَةٍ بِهِمْ فَكَانَتِ النِّيَّاتُ مُشْتَرَكَةً وَ الْحَسَنَاتُ مُقْتَسَمَةً وَ لَكِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ الِاتِّبَاعُ لِرُسُلِهِ وَ التَّصْدِيقُ بِكُتُبِهِ وَ الْخُشُوعُ لِوَجْهِهِ وَ الِاسْتِكَانَةُ لِأَمْرِهِ وَ الِاسْتِسْلَامُ لِطَاعَتِهِ أُمُوراً لَهُ خَاصَّةً لَا تَشُوبُهَا مِنْ غَيْرِهَا شَائِبَةٌ وَ كُلَّمَا كَانَتِ الْبَلْوَى وَ الِاخْتِبَارُ أَعْظَمَ كَانَتِ الْمَثُوبَةُ وَ الْجَزَاءُ أَجْزَلَ . أَ لَا تَرَوْنَ أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ اخْتَبَرَ الْأَوَّلِينَ مِنْ لَدُنْ آدَمَ ( صلوات الله عليه ) إِلَى الْآخِرِينَ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ بِأَحْجَارٍ لَا تَضُرُّ وَ لَا تَنْفَعُ وَ لَا تُبْصِرُ وَ لَا تَسْمَعُ فَجَعَلَهَا بَيْتَهُ الْحَرَامَ الَّذِي جَعَلَهُ لِلنَّاسِ قِيَاماً ثُمَّ وَضَعَهُ بِأَوْعَرِ بِقَاعِ الْأَرْضِ حَجَراً وَ أَقَلِّ نَتَائِقِ الدُّنْيَا مَدَراً وَ أَضْيَقِ بُطُونِ الْأَوْدِيَةِ قُطْراً بَيْنَ جِبَالٍ خَشِنَةٍ وَ رِمَالٍ دَمِثَةٍ وَ عُيُونٍ وَشِلَةٍ وَ قُرًى مُنْقَطِعَةٍ لَا يَزْكُو بِهَا خُفٌّ وَ لَا حَافِرٌ وَ لَا ظِلْفٌ ثُمَّ أَمَرَ آدَمَ ( عليه السلام ) وَ وَلَدَهُ أَنْ يَثْنُوا أَعْطَافَهُمْ نَحْوَهُ فَصَارَ مَثَابَةً لِمُنْتَجَعِ أَسْفَارِهِمْ وَ غَايَةً لِمُلْقَى رِحَالِهِمْ تَهْوِي إِلَيْهِ ثِمَارُ الْأَفْئِدَةِ مِنْ مَفَاوِزِ قِفَارٍ سَحِيقَةٍ وَ مَهَاوِي فِجَاجٍ عَمِيقَةٍ وَ جَزَائِرِ بِحَارٍ مُنْقَطِعَةٍ حَتَّى يَهُزُّوا مَنَاكِبَهُمْ ذُلُلًا يُهَلِّلُونَ لِلَّهِ حَوْلَهُ وَ يَرْمُلُونَ عَلَى أَقْدَامِهِمْ شُعْثاً غُبْراً لَهُ قَدْ نَبَذُوا السَّرَابِيلَ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَ شَوَّهُوا بِإِعْفَاءِ الشُّعُورِ مَحَاسِنَ خَلْقِهِمُ ابْتِلَاءً عَظِيماً وَ امْتِحَاناً شَدِيداً وَ اخْتِبَاراً مُبِيناً وَ تَمْحِيصاً بَلِيغاً جَعَلَهُ اللَّهُ سَبَباً لِرَحْمَتِهِ وَ وُصْلَةً إِلَى جَنَّتِهِ وَ لَوْ أَرَادَ سُبْحَانَهُ أَنْ يَضَعَ بَيْتَهُ الْحَرَامَ وَ مَشَاعِرَهُ الْعِظَامَ بَيْنَ جَنَّاتٍ وَ أَنْهَارٍ وَ سَهْلٍ وَ قَرَارٍ جَمَّ الْأَشْجَارِ دَانِيَ الثِّمَارِ مُلْتَفَّ الْبُنَى مُتَّصِلَ الْقُرَى بَيْنَ بُرَّةٍ سَمْرَاءَ وَ رَوْضَةٍ خَضْرَاءَ وَ أَرْيَافٍ مُحْدِقَةٍ وَ عِرَاصٍ مُغْدِقَةٍ وَ رِيَاضٍ نَاضِرَةٍ وَ طُرُقٍ عَامِرَةٍ لَكَانَ قَدْ صَغُرَ قَدْرُ الْجَزَاءِ عَلَى حَسَبِ ضَعْفِ الْبَلَاءِ وَ لَوْ كَانَ الْإِسَاسُ الْمَحْمُولُ عَلَيْهَا وَ الْأَحْجَارُ الْمَرْفُوعُ بِهَا بَيْنَ زُمُرُّدَةٍ خَضْرَاءَ وَ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ وَ نُورٍ وَ ضِيَاءٍ لَخَفَّفَ ذَلِكَ مُصَارَعَةَ الشَّكِّ فِي الصُّدُورِ وَ لَوَضَعَ مُجَاهَدَةَ إِبْلِيسَ عَنِ الْقُلُوبِ وَ لَنَفَى مُعْتَلَجَ الرَّيْبِ مِنَ النَّاسِ وَ لَكِنَّ اللَّهَ يَخْتَبِرُ عِبَادَهُ بِأَنْوَاعِ الشَّدَائِدِ وَ يَتَعَبَّدُهُمْ بِأَنْوَاعِ الْمَجَاهِدِ وَ يَبْتَلِيهِمْ بِضُرُوبِ الْمَكَارِهِ إِخْرَاجاً لِلتَّكَبُّرِ مِنْ قُلُوبِهِمْ وَ إِسْكَاناً لِلتَّذَلُّلِ فِي نُفُوسِهِمْ وَ لِيَجْعَلَ ذَلِكَ أَبْوَاباً فُتُحاً إِلَى فَضْلِهِ وَ أَسْبَاباً ذُلُلًا لِعَفْوِهِ . فَاللَّهَ اللَّهَ فِي عَاجِلِ الْبَغْيِ وَ آجِلِ وَخَامَةِ الظُّلْمِ وَ سُوءِ عَاقِبَةِ الْكِبْرِ فَإِنَّهَا مَصْيَدَةُ إِبْلِيسَ الْعُظْمَى وَ مَكِيدَتُهُ الْكُبْرَى الَّتِي تُسَاوِرُ قُلُوبَ الرِّجَالِ مُسَاوَرَةَ السُّمُومِ الْقَاتِلَةِ فَمَا تُكْدِي أَبَداً وَ لَا تُشْوِي أَحَداً لَا عَالِماً لِعِلْمِهِ وَ لَا مُقِلًّا فِي طِمْرِهِ وَ عَنْ ذَلِكَ مَا حَرَسَ اللَّهُ عِبَادَهُ الْمُؤْمِنِينَ بِالصَّلَوَاتِ وَ الزَّكَوَاتِ وَ مُجَاهَدَةِ الصِّيَامِ فِي الْأَيَّامِ الْمَفْرُوضَاتِ تَسْكِيناً لِأَطْرَافِهِمْ وَ تَخْشِيعاً لِأَبْصَارِهِمْ وَ تَذْلِيلًا لِنُفُوسِهِمْ وَ تَخْفِيضاً لِقُلُوبِهِمْ وَ إِذْهَاباً لِلْخُيَلَاءِ عَنْهُمْ وَ لِمَا فِي ذَلِكَ مِنْ تَعْفِيرِ عِتَاقِ الْوُجُوهِ بِالتُّرَابِ تَوَاضُعاً وَ الْتِصَاقِ كَرَائِمِ الْجَوَارِحِ بِالْأَرْضِ تَصَاغُراً وَ لُحُوقِ الْبُطُونِ بِالْمُتُونِ مِنَ الصِّيَامِ تَذَلُّلًا مَعَ مَا فِي الزَّكَاةِ مِنْ صَرْفِ ثَمَرَاتِ الْأَرْضِ وَ غَيْرِ ذَلِكَ إِلَى أَهْلِ الْمَسْكَنَةِ وَ الْفَقْرِ . انْظُرُوا إِلَى مَا فِي هَذِهِ الْأَفْعَالِ مِنْ قَمْعِ نَوَاجِمِ الْفَخْرِ وَ قَدْعِ طَوَالِعِ الْكِبْرِ وَ لَقَدْ نَظَرْتُ فَمَا وَجَدْتُ أَحَداً مِنَ الْعَالَمِينَ يَتَعَصَّبُ لِشَيْ‏ءٍ مِنَ الْأَشْيَاءِ إِلَّا عَنْ عِلَّةٍ تَحْتَمِلُ تَمْوِيهَ الْجُهَلَاءِ أَوْ حُجَّةٍ تَلِيطُ بِعُقُولِ السُّفَهَاءِ غَيْرَكُمْ فَإِنَّكُمْ تَتَعَصَّبُونَ لِأَمْرٍ مَا يُعْرَفُ لَهُ سَبَبٌ وَ لَا عِلَّةٌ أَمَّا إِبْلِيسُ فَتَعَصَّبَ عَلَى آدَمَ لِأَصْلِهِ وَ طَعَنَ عَلَيْهِ فِي خِلْقَتِهِ فَقَالَ أَنَا نَارِيٌّ وَ أَنْتَ طِينِيٌّ . وَ أَمَّا الْأَغْنِيَاءُ مِنْ مُتْرَفَةِ الْأُمَمِ فَتَعَصَّبُوا لِآثَارِ مَوَاقِعِ النِّعَمِ فَ قالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوالًا وَ أَوْلاداً وَ ما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ فَإِنْ كَانَ لَا بُدَّ مِنَ الْعَصَبِيَّةِ فَلْيَكُنْ تَعَصُّبُكُمْ لِمَكَارِمِ الْخِصَالِ وَ مَحَامِدِ الْأَفْعَالِ وَ مَحَاسِنِ الْأُمُورِ الَّتِي تَفَاضَلَتْ فِيهَا الْمُجَدَاءُ وَ النُّجَدَاءُ مِنْ بُيُوتَاتِ الْعَرَبِ وَ يَعَاسِيبِ القَبَائِلِ بِالْأَخْلَاقِ الرَّغِيبَةِ وَ الْأَحْلَامِ الْعَظِيمَةِ وَ الْأَخْطَارِ الْجَلِيلَةِ وَ الْآثَارِ الْمَحْمُودَةِ فَتَعَصَّبُوا لِخِلَالِ الْحَمْدِ مِنَ الْحِفْظِ لِلْجِوَارِ وَ الْوَفَاءِ بِالذِّمَامِ وَ الطَّاعَةِ لِلْبِرِّ وَ الْمَعْصِيَةِ لِلْكِبْرِ وَ الْأَخْذِ بِالْفَضْلِ وَ الْكَفِّ عَنِ الْبَغْيِ وَ الْإِعْظَامِ لِلْقَتْلِ وَ الْإِنْصَافِ لِلْخَلْقِ وَ الْكَظْمِ لِلْغَيْظِ وَ اجْتِنَابِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ وَ احْذَرُوا مَا نَزَلَ بِالْأُمَمِ قَبْلَكُمْ مِنَ الْمَثُلَاتِ بِسُوءِ الْأَفْعَالِ وَ ذَمِيمِ الْأَعْمَالِ فَتَذَكَّرُوا فِي الْخَيْرِ وَ الشَّرِّ أَحْوَالَهُمْ وَ احْذَرُوا أَنْ تَكُونُوا أَمْثَالَهُمْ فَإِذَا تَفَكَّرْتُمْ فِي تَفَاوُتِ حَالَيْهِمْ فَالْزَمُوا كُلَّ أَمْرٍ لَزِمَتِ الْعِزَّةُ بِهِ شَأْنَهُمْ وَ زَاحَتِ الْأَعْدَاءُ لَهُ عَنْهُمْ وَ مُدَّتِ الْعَافِيَةُ بِهِ عَلَيْهِمْ وَ انْقَادَتِ النِّعْمَةُ لَهُ مَعَهُمْ وَ وَصَلَتِ الْكَرَامَةُ عَلَيْهِ حَبْلَهُمْ مِنَ الِاجْتِنَابِ لِلْفُرْقَةِ وَ اللُّزُومِ لِلْأُلْفَةِ وَ التَّحَاضِّ عَلَيْهَا وَ التَّوَاصِي بِهَا وَ اجْتَنِبُوا كُلَّ أَمْرٍ كَسَرَ فِقْرَتَهُمْ وَ أَوْهَنَ مُنَّتَهُمْ مِنْ تَضَاغُنِ الْقُلُوبِ وَ تَشَاحُنِ الصُّدُورِ وَ تَدَابُرِ النُّفُوسِ وَ تَخَاذُلِ الْأَيْدِي وَ تَدَبَّرُوا أَحْوَالَ الْمَاضِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ قَبْلَكُمْ كَيْفَ كَانُوا فِي حَالِ التَّمْحِيصِ وَ الْبَلَاءِ أَ لَمْ يَكُونُوا أَثْقَلَ الْخَلَائِقِ أَعْبَاءً وَ أَجْهَدَ الْعِبَادِ بَلَاءً وَ أَضْيَقَ أَهْلِ الدُّنْيَا حَالًا اتَّخَذَتْهُمُ الْفَرَاعِنَةُ عَبِيداً فَسَامُوهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَ جَرَّعُوهُمُ الْمُرَارَ فَلَمْ تَبْرَحِ الْحَالُ بِهِمْ فِي ذُلِّ الْهَلَكَةِ وَ قَهْرِ الْغَلَبَةِ لَا يَجِدُونَ حِيلَةً فِي امْتِنَاعٍ وَ لَا سَبِيلًا إِلَى دِفَاعٍ حَتَّى إِذَا رَأَى اللَّهُ سُبْحَانَهُ جِدَّ الصَّبْرِ مِنْهُمْ عَلَى الْأَذَى فِي مَحَبَّتِهِ وَ الِاحْتِمَالَ لِلْمَكْرُوهِ مِنْ خَوْفِهِ جَعَلَ لَهُمْ مِنْ مَضَايِقِ الْبَلَاءِ فَرَجاً فَأَبْدَلَهُمُ الْعِزَّ مَكَانَ الذُّلِّ وَ الْأَمْنَ مَكَانَ الْخَوْفِ فَصَارُوا مُلُوكاً حُكَّاماً وَ أَئِمَّةً أَعْلَاماً وَ قَدْ بَلَغَتِ الْكَرَامَةُ مِنَ اللَّهِ لَهُمْ مَا لَمْ تَذْهَبِ الْآمَالُ إِلَيْهِ بِهِمْ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانُوا حَيْثُ كَانَتِ الْأَمْلَاءُ مُجْتَمِعَةً وَ الْأَهْوَاءُ مُؤْتَلِفَةً وَ الْقُلُوبُ مُعْتَدِلَةً وَ الْأَيْدِي مُتَرَادِفَةً وَ السُّيُوفُ مُتَنَاصِرَةً وَ الْبَصَائِرُ نَافِذَةً وَ الْعَزَائِمُ وَاحِدَةً أَ لَمْ يَكُونُوا أَرْبَاباً فِي أَقْطَارِ الْأَرَضِينَ وَ مُلُوكاً عَلَى رِقَابِ الْعَالَمِينَ فَانْظُرُوا إِلَى مَا صَارُوا إِلَيْهِ فِي آخِرِ أُمُورِهِمْ حِينَ وَقَعَتِ الْفُرْقَةُ وَ تَشَتَّتَتِ الْأُلْفَةُ وَ اخْتَلَفَتِ الْكَلِمَةُ وَ الْأَفْئِدَةُ وَ تَشَعَّبُوا مُخْتَلِفِينَ وَ تَفَرَّقُوا مُتَحَارِبِينَ وَ قَدْ خَلَعَ اللَّهُ عَنْهُمْ لِبَاسَ كَرَامَتِهِ وَ سَلَبَهُمْ غَضَارَةَ نِعْمَتِهِ وَ بَقِيَ قَصَصُ أَخْبَارِهِمْ فِيكُمْ عِبَراً لِلْمُعْتَبِرِينَ . فَاعْتَبِرُوا بِحَالِ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ وَ بَنِي إِسْحَاقَ وَ بَنِي إِسْرَائِيلَ ( عليهم السلام ) فَمَا أَشَدَّ اعْتِدَالَ الْأَحْوَالِ وَ أَقْرَبَ اشْتِبَاهَ الْأَمْثَالِ تَأَمَّلُوا أَمْرَهُمْ فِي حَالِ تَشَتُّتِهِمْ وَ تَفَرُّقِهِمْ لَيَالِيَ كَانَتِ الْأَكَاسِرَةُ وَ الْقَيَاصِرَةُ أَرْبَاباً لَهُمْ يَحْتَازُونَهُمْ عَنْ رِيفِ الْآفَاقِ وَ بَحْرِ الْعِرَاقِ وَ خُضْرَةِ الدُّنْيَا إِلَى مَنَابِتِ الشِّيحِ وَ مَهَافِي الرِّيحِ وَ نَكَدِ الْمَعَاشِ فَتَرَكُوهُمْ عَالَةً مَسَاكِينَ إِخْوَانَ دَبَرٍ وَ وَبَرٍ أَذَلَّ الْأُمَمِ دَاراً وَ أَجْدَبَهُمْ قَرَاراً لَا يَأْوُونَ إِلَى جَنَاحِ دَعْوَةٍ يَعْتَصِمُونَ بِهَا وَ لَا إِلَى ظِلِّ أُلْفَةٍ يَعْتَمِدُونَ عَلَى عِزِّهَا فَالْأَحْوَالُ مُضْطَرِبَةٌ وَ الْأَيْدِي مُخْتَلِفَةٌ وَ الْكَثْرَةُ مُتَفَرِّقَةٌ فِي بَلَاءِ أَزْلٍ وَ أَطْبَاقِ جَهْلٍ مِنْ بَنَاتٍ مَوْءُودَةٍ وَ أَصْنَامٍ مَعْبُودَةٍ وَ أَرْحَامٍ مَقْطُوعَةٍ وَ غَارَاتٍ مَشْنُونَةٍ . فَانْظُرُوا إِلَى مَوَاقِعِ نِعَمِ اللَّهِ عَلَيْهِمْ حِينَ بَعَثَ إِلَيْهِمْ رَسُولًا فَعَقَدَ بِمِلَّتِهِ طَاعَتَهُمْ وَ جَمَعَ عَلَى دَعْوَتِهِ أُلْفَتَهُمْ كَيْفَ نَشَرَتِ النِّعْمَةُ عَلَيْهِمْ جَنَاحَ كَرَامَتِهَا وَ أَسَالَتْ لَهُمْ جَدَاوِلَ نَعِيمِهَا وَ الْتَفَّتِ الْمِلَّةُ بِهِمْ فِي عَوَائِدِ بَرَكَتِهَا فَأَصْبَحُوا فِي نِعْمَتِهَا غَرِقِينَ وَ فِي خُضْرَةِ عَيْشِهَا فَكِهِينَ قَدْ تَرَبَّعَتِ الْأُمُورُ بِهِمْ فِي ظِلِّ سُلْطَانٍ قَاهِرٍ وَ آوَتْهُمُ الْحَالُ إِلَى كَنَفِ عِزٍّ غَالِبٍ وَ تَعَطَّفَتِ الْأُمُورُ عَلَيْهِمْ فِي ذُرَى مُلْكٍ ثَابِتٍ فَهُمْ حُكَّامٌ عَلَى الْعَالَمِينَ وَ مُلُوكٌ فِي أَطْرَافِ الْأَرَضِينَ يَمْلِكُونَ الْأُمُورَ عَلَى مَنْ كَانَ يَمْلِكُهَا عَلَيْهِمْ وَ يُمْضُونَ الْأَحْكَامَ فِيمَنْ كَانَ يُمْضِيهَا فِيهِمْ لَا تُغْمَزُ لَهُمْ قَنَاةٌ وَ لَا تُقْرَعُ لَهُمْ صَفَاةٌ . أَلَا وَ إِنَّكُمْ قَدْ نَفَضْتُمْ أَيْدِيَكُمْ مِنْ حَبْلِ الطَّاعَةِ وَ ثَلَمْتُمْ حِصْنَ اللَّهِ الْمَضْرُوبَ عَلَيْكُمْ بِأَحْكَامِ الْجَاهِلِيَّةِ فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ قَدِ امْتَنَّ عَلَى جَمَاعَةِ هَذِهِ الْأُمَّةِ فِيمَا عَقَدَ بَيْنَهُمْ مِنْ حَبْلِ هَذِهِ الْأُلْفَةِ الَّتِي يَنْتَقِلُونَ فِي ظِلِّهَا وَ يَأْوُونَ إِلَى كَنَفِهَا بِنِعْمَةٍ لَا يَعْرِفُ أَحَدٌ مِنَ الْمَخْلُوقِينَ لَهَا قِيمَةً لِأَنَّهَا أَرْجَحُ مِنْ كُلِّ ثَمَنٍ وَ أَجَلُّ مِنْ كُلِّ خَطَرٍ وَ اعْلَمُوا أَنَّكُمْ صِرْتُمْ بَعْدَ الْهِجْرَةِ أَعْرَاباً وَ بَعْدَ الْمُوَالَاةِ أَحْزَاباً مَا تَتَعَلَّقُونَ مِنَ الْإِسْلَامِ إِلَّا بِاسْمِهِ وَ لَا تَعْرِفُونَ مِنَ الْإِيمَانِ إِلَّا رَسْمَهُ تَقُولُونَ النَّارَ وَ لَا الْعَارَ كَأَنَّكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تُكْفِئُوا الْإِسْلَامَ عَلَى وَجْهِهِ انْتِهَاكاً لِحَرِيمِهِ وَ نَقْضاً لِمِيثَاقِهِ الَّذِي وَضَعَهُ اللَّهُ لَكُمْ حَرَماً فِي أَرْضِهِ وَ أَمْناً بَيْنَ خَلْقِهِ وَ إِنَّكُمْ إِنْ لَجَأْتُمْ إِلَى غَيْرِهِ حَارَبَكُمْ أَهْلُ الْكُفْرِ ثُمَّ لَا جَبْرَائِيلُ وَ لَا مِيكَائِيلُ وَ لَا مُهَاجِرُونَ وَ لَا أَنْصَارٌ يَنْصُرُونَكُمْ إِلَّا الْمُقَارَعَةَ بِالسَّيْفِ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَكُمْ وَ إِنَّ عِنْدَكُمُ الْأَمْثَالَ مِنْ بَأْسِ اللَّهِ وَ قَوَارِعِهِ وَ أَيَّامِهِ وَ وَقَائِعِهِ فَلَا تَسْتَبْطِئُوا وَعِيدَهُ جَهْلًا بِأَخْذِهِ وَ تَهَاوُناً بِبَطْشِهِ وَ يَأْساً مِنْ بَأْسِهِ فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ لَمْ يَلْعَنِ الْقَرْنَ الْمَاضِيَ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ إِلَّا لِتَرْكِهِمُ الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ فَلَعَنَ اللَّهُ السُّفَهَاءَ لِرُكُوبِ الْمَعَاصِي وَ الْحُلَمَاءَ لِتَرْكِ التَّنَاهِي أَلَا وَ قَدْ قَطَعْتُمْ قَيْدَ الْإِسْلَامِ وَ عَطَّلْتُمْ حُدُودَهُ وَ أَمَتُّمْ أَحْكَامَهُ أَلَا وَ قَدْ أَمَرَنِيَ اللَّهُ بِقِتَالِ أَهْلِ الْبَغْيِ وَ النَّكْثِ وَ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ فَأَمَّا النَّاكِثُونَ فَقَدْ قَاتَلْتُ وَ أَمَّا الْقَاسِطُونَ فَقَدْ جَاهَدْتُ وَ أَمَّا الْمَارِقَةُ فَقَدْ دَوَّخْتُ وَ أَمَّا شَيْطَانُ الرَّدْهَةِ فَقَدْ كُفِيتُهُ بِصَعْقَةٍ سُمِعَتْ لَهَا وَجْبَةُ قَلْبِهِ وَ رَجَّةُ صَدْرِهِ وَ بَقِيَتْ بَقِيَّةٌ مِنْ أَهْلِ الْبَغْيِ وَ لَئِنْ أَذِنَ اللَّهُ فِي الْكَرَّةِ عَلَيْهِمْ لَأُدِيلَنَّ مِنْهُمْ إِلَّا مَا يَتَشَذَّرُ فِي أَطْرَافِ الْبِلَادِ تَشَذُّراً . أَنَا وَضَعْتُ فِي الصِّغَرِ بِكَلَاكِلِ الْعَرَبِ وَ كَسَرْتُ نَوَاجِمَ قُرُونِ رَبِيعَةَ وَ مُضَرَ وَ قَدْ عَلِمْتُمْ مَوْضِعِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) بِالْقَرَابَةِ الْقَرِيبَةِ وَ الْمَنْزِلَةِ الْخَصِيصَةِ وَضَعَنِي فِي حِجْرِهِ وَ أَنَا وَلَدٌ يَضُمُّنِي إِلَى صَدْرِهِ وَ يَكْنُفُنِي فِي فِرَاشِهِ وَ يُمِسُّنِي جَسَدَهُ وَ يُشِمُّنِي عَرْفَهُ وَ كَانَ يَمْضَغُ الشَّيْ‏ءَ ثُمَّ يُلْقِمُنِيهِ وَ مَا وَجَدَ لِي كَذْبَةً فِي قَوْلٍ وَ لَا خَطْلَةً فِي فِعْلٍ وَ لَقَدْ قَرَنَ اللَّهُ بِهِ ( صلى الله عليه وآله ) مِنْ لَدُنْ أَنْ كَانَ فَطِيماً أَعْظَمَ مَلَكٍ مِنْ مَلَائِكَتِهِ يَسْلُكُ بِهِ طَرِيقَ الْمَكَارِمِ وَ مَحَاسِنَ أَخْلَاقِ الْعَالَمِ لَيْلَهُ وَ نَهَارَهُ وَ لَقَدْ كُنْتُ أَتَّبِعُهُ اتِّبَاعَ الْفَصِيلِ أَثَرَ أُمِّهِ يَرْفَعُ لِي فِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْ أَخْلَاقِهِ عَلَماً وَ يَأْمُرُنِي بِالِاقْتِدَاءِ بِهِ وَ لَقَدْ كَانَ يُجَاوِرُ فِي كُلِّ سَنَةٍ بِحِرَاءَ فَأَرَاهُ وَ لَا يَرَاهُ غَيْرِي وَ لَمْ يَجْمَعْ بَيْتٌ وَاحِدٌ يَوْمَئِذٍ فِي الْإِسْلَامِ غَيْرَ رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) وَ خَدِيجَةَ وَ أَنَا ثَالِثُهُمَا أَرَى نُورَ الْوَحْيِ وَ الرِّسَالَةِ وَ أَشُمُّ رِيحَ النُّبُوَّةِ وَ لَقَدْ سَمِعْتُ رَنَّةَ الشَّيْطَانِ حِينَ نَزَلَ الْوَحْيُ عَلَيْهِ ( صلى الله عليه وآله ) فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا هَذِهِ الرَّنَّةُ فَقَالَ هَذَا الشَّيْطَانُ قَدْ أَيِسَ مِنْ عِبَادَتِهِ إِنَّكَ تَسْمَعُ مَا أَسْمَعُ وَ تَرَى مَا أَرَى إِلَّا أَنَّكَ لَسْتَ بِنَبِيٍّ وَ لَكِنَّكَ لَوَزِيرٌ وَ إِنَّكَ لَعَلَى خَيْرٍ وَ لَقَدْ كُنْتُ مَعَهُ ( صلى الله عليه وآله ) لَمَّا أَتَاهُ الْمَلَأُ مِنْ قُرَيْشٍ فَقَالُوا لَهُ يَا مُحَمَّدُ إِنَّكَ قَدِ ادَّعَيْتَ عَظِيماً لَمْ يَدَّعِهِ آبَاؤُكَ وَ لَا أَحَدٌ مِنْ بَيْتِكَ وَ نَحْنُ نَسْأَلُكَ أَمْراً إِنْ أَنْتَ أَجَبْتَنَا إِلَيْهِ وَ أَرَيْتَنَاهُ عَلِمْنَا أَنَّكَ نَبِيٌّ وَ رَسُولٌ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ عَلِمْنَا أَنَّكَ سَاحِرٌ كَذَّابٌ فَقَالَ ( صلى الله عليه وآله ) وَ مَا تَسْأَلُونَ قَالُوا تَدْعُو لَنَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ حَتَّى تَنْقَلِعَ بِعُرُوقِهَا وَ تَقِفَ بَيْنَ يَدَيْكَ فَقَالَ ( صلى الله عليه وآله ) إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ فَإِنْ فَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ ذَلِكَ أَ تُؤْمِنُونَ وَ تَشْهَدُونَ بِالْحَقِّ قَالُوا نَعَمْ قَالَ فَإِنِّي سَأُرِيكُمْ مَا تَطْلُبُونَ وَ إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّكُمْ لَا تَفِيئُونَ إِلَى خَيْرٍ وَ إِنَّ فِيكُمْ مَنْ يُطْرَحُ فِي الْقَلِيبِ وَ مَنْ يُحَزِّبُ الْأَحْزَابَ ثُمَّ قَالَ ( صلى الله عليه وآله ) : يَا أَيَّتُهَا الشَّجَرَةُ إِنْ كُنْتِ تُؤْمِنِينَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ تَعْلَمِينَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ فَانْقَلِعِي بِعُرُوقِكِ حَتَّى تَقِفِي بَيْنَ يَدَيَّ بِإِذْنِ اللَّهِ فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ لَانْقَلَعَتْ بِعُرُوقِهَا وَ جَاءَتْ وَ لَهَا دَوِيٌّ شَدِيدٌ وَ قَصْفٌ كَقَصْفِ أَجْنِحَةِ الطَّيْرِ حَتَّى وَقَفَتْ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) مُرَفْرِفَةً وَ أَلْقَتْ بِغُصْنِهَا الْأَعْلَى عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) وَ بِبَعْضِ أَغْصَانِهَا عَلَى مَنْكِبِي وَ كُنْتُ عَنْ يَمِينِهِ ( صلى الله عليه وآله ) فَلَمَّا نَظَرَ الْقَوْمُ إِلَى ذَلِكَ قَالُوا عُلُوّاً وَ اسْتِكْبَاراً فَمُرْهَا فَلْيَأْتِكَ نِصْفُهَا وَ يَبْقَى نِصْفُهَا فَأَمَرَهَا بِذَلِكَ فَأَقْبَلَ إِلَيْهِ نِصْفُهَا كَأَعْجَبِ إِقْبَالٍ وَ أَشَدِّهِ دَوِيّاً فَكَادَتْ تَلْتَفُّ بِرَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) فَقَالُوا كُفْراً وَ عُتُوّاً فَمُرْ هَذَا النِّصْفَ فَلْيَرْجِعْ إِلَى نِصْفِهِ كَمَا كَانَ فَأَمَرَهُ ( صلى الله عليه وآله ) فَرَجَعَ فَقُلْتُ أَنَا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ إِنِّي أَوَّلُ مُؤْمِنٍ بِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَ أَوَّلُ مَنْ أَقَرَّ بِأَنَّ الشَّجَرَةَ فَعَلَتْ مَا فَعَلَتْ بِأَمْرِ اللَّهِ تَعَالَى تَصْدِيقاً بِنُبُوَّتِكَ وَ إِجْلَالًا لِكَلِمَتِكَ فَقَالَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ بَلْ ساحِرٌ كَذَّابٌ عَجِيبُ السِّحْرِ خَفِيفٌ فِيهِ وَ هَلْ يُصَدِّقُكَ فِي أَمْرِكَ إِلَّا مِثْلُ هَذَا يَعْنُونَنِي وَ إِنِّي لَمِنْ قَوْمٍ لَا تَأْخُذُهُمْ فِي اللَّهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ سِيمَاهُمْ سِيمَا الصِّدِّيقِينَ وَ كَلَامُهُمْ كَلَامُ الْأَبْرَارِ عُمَّارُ اللَّيْلِ وَ مَنَارُ النَّهَارِ مُتَمَسِّكُونَ بِحَبْلِ الْقُرْآنِ يُحْيُونَ سُنَنَ اللَّهِ وَ سُنَنَ رَسُولِهِ لَا يَسْتَكْبِرُونَ وَ لَا يَعْلُونَ وَ لَا يَغُلُّونَ وَ لَا يُفْسِدُونَ قُلُوبُهُمْ فِي الْجِنَانِ وَ أَجْسَادُهُمْ فِي الْعَمَلِ .
ترجمه :
حمد خداى را كه لباس عزت و بزرگوارى شايسته اوست، و اين دو صفت را نه براى آفريده‏هايش بلكه به خود اختصاص داد، و آنها را قرقگاه و حريم خود نمود، و بر ديگران ممنوع كرد، و هر دو را محض جلالت و عظمت خويش برگزيد. تكبر رأس گناهان و بر هر كس از بندگانش كه در اين دو صفت با او به ستيز برخاست لعنت مقرر كرد. آن گاه با اين دو وصف فرشتگان مقرّب خود را آزمايش نمود، تا خاكساران آنان را از گردنكشان جدا كند، پس با اينكه به آنچه در دلها مستور است و از غيوب هستى كه از نظرها محجوب است داناست، خطاب به فرشتگان فرمود: «من بشرى را از گل به وجود مى‏آورم، چون او را ساختم و از روح خود در او دميدم براى او سجده كنيد. جز ابليس تمام فرشتگان سجده كردند» كه كبر و نخوت به او روى آورد، و به آفرينش خويش به آدم فخر كرد، و به خاطر ريشه‏اش كه از آتش بود بر او تعصّب ورزيد. اين دشمن خداوند پيشواى اهل تعصّب، و پيشرو گردنكشان است، كه بنياد عصبيت را بنا كرد، و با خداوند در لباس عزّت و كبريايى به ستيز برخاست، و آن لباس عزّت را بر خود پوشيد، و جامه فروتنى و خاكسارى را در آورد. نمى‏بينيد خداوند چگونه او را محض تكبرش‏ به شدت تحقير كرد، و به سبب گردنكشى به چاه سر افكندگى در انداخت پس او را در دنيا طرد از رحمت نمود، و براى وى در آخرت آتش فروزان مهيّا ساخت فلسفه آزمايش الهى اگر خداوند مى‏خواست آدم را از نورى كه روشنى‏اش ديده‏ها را بربايد، و زيبايى آن خردها را مات و مبهوت كند، و از مادّه خوشبويى كه بوى خوشش نفسها را بگيرد بيافريند مى‏آفريد، و اگر بدين صورت مى‏آفريد گردنها در برابرش خاضع، و آزمايش فرشتگان سهل و آسان مى‏شد، ولى خداوند پاك بندگانش را به برخى از امورى كه به حقيقت و ريشه آن آگاه نيستند آزمايش مى‏كند، تا خالص از ناخالص جدا شود، و كبر و نخوت از آنان بر طرف، و خود خواهى و خود پسندى از آنان دور گردد طلب عبرت آموزى از برنامه حضرت حق در رابطه با شيطان عبرت بگيريد، كه اعمال طولانى، و سختكوشى او را به خاطر يك ساعت تكبر تباه كرد، در صورتى كه خداوند را شش هزار سال بندگى كرد كه معلوم نيست از سالهاى دنيايى است يا سالهاى آخرتى (كه هر روزش هزار سال دنيايى است). چه كسى پس از ابليس با آلوده شدن به گناهى چون گناه او از عذاب حق سالم مى‏ماند حاشا خداوند هرگز انسانى را به عملى وارد بهشت نمى‏كند كه به خاطر همان عمل فرشته‏اى را از آنجا بيرون كرد، امر و فرمانش در حق آسمانيان و زمينيان مساوى است، و بين خداوند و احدى از بندگانش صلح خاصى وجود ندارد تا به خاطر آن آنچه را بر جهانيان حرام كرده بر او مباح كند گريز از شيطان بندگان خدا، از دشمن خدا حذر كنيد، مباد آنكه شما را به درد خود مبتلا كند، و با ندايش شما را به حركت آورد، و با ارتش سواره و پياده‏اش بر شما بتازد. به جان خودم سوگند كه تيرى سهمناك عليه شما به كمان گذاشته و كمان را با شدت هر چه تمامتر كشيده، و از مكانى نزديك به شما تير انداخته. و گفته: «پروردگارا، براى آنكه مرا اغوا كردى، زر و زينت دنيا را در زمين در برابر ديده‏ آنان جلوه مى‏دهم و همه را به ضلالت دچار مى‏نمايم»، به تاريكى تيرى به هدفى دور انداخت، و گمانى ناصواب و خطا بر زبان راند، ولى زادگان كبر و نخوت با عمل خود ادّعايش را تصديق كردند، و برادران عصبيّت، و سواران كبر و جاهليت آن گفتار كج و باطل را راست آوردند، تا چون گردنكشان شما مطيع او شدند، و طمع او در گمراهى شما پا بر جا شد، و در نتيجه صورت حال او از پرده نهان به ظهور در آمد، سلطه‏اش بر شما قدرت گرفت، و لشكرش را به جانب شما نزديك كرد، سپاه او شما را به بيشه خوارى انداختند، و در ورطه كشتار در آوردند، و شما را زخمى كارى زدند: با فرو بردن نيزه گناه در چشمتان، و بريدن گلويتان با كارد معصيت، و كوبيدن مغزتان با انديشه‏هاى باطل، و فرود آوردن ضربه بر اعضاى حساس و كشنده‏تان، و كشاندنتان با مهار قهر و غلبه به سوى آتشى كه از پيش براى شما مهيا شده. شيطان در زخم زدن به دينتان قوى‏تر، و براى فساد در دنيايتان آتش افروزتر است از كسانى كه آشكارا با آنان دشمنى مى‏ورزيد، و براى جنگ با آنها جمع مى‏شويد. پس آنچه خشم و نيرو داريد بر دفع او به كار گيريد، و در اين برنامه از كوشش همه جانبه دريغ نورزيد. به بقاى حق قسم كه او نسبت به ريشه وجود شما فخر و ناز كرد، و از حسب شما عيب جويى نمود، و نسب شما را پست شمرد، و با لشگر سواره‏اش به جانب شما تاخت، و با ارتش پياده‏اش راه را بر شما بست، به هر مكانى شما را به دام مى‏اندازند، و دستتان را از راه هدايت قطع مى‏كنند، با هيچ نقشه‏اى نمى‏توانيد از خواسته آنان امتناع ورزيد، و با هيچ تصميمى قدرت نداريد آنان را دفع كنيد، كه دام آنان درياى خوارى، و حلقه‏اى تنگ، و عرصه‏گاه مرگ، و جولانگاه بلاست. پس آتش عصبيت و كينه‏هاى جاهليت را كه در دلهايتان پنهان است خاموش كنيد، چرا كه اين كبر و خودخواهى در فرد مسلمان از خاطره انگيزى‏هاى شيطان و ايجاد نخوتها و فسادها و وسوسه‏هاى اوست. گوهر تواضع بر سر نهيد، خرمهره كبر زير پا اندازيد، حلقه تكبّر از گردن باز كنيد، و فروتنى را سنگر بين خود و دشمنتان يعنى شيطان و لشگرش‏ قرار دهيد، زيرا اين موجود خطرناك را از هر ملّتى لشگرى و يارانى، و پياده و سوارانى است. شما مانند آن متكبرى (قابيل) كه بر فرزند مادرش (هابيل) كبر ورزيد نباشيد كه خداوند او را بر برادرش برترى نداده بود جز آنكه خودپسندى دلش را دچار حسادت كرده، و عصبيت و كبر آتش خشم را در قلبش شعله‏ور ساخت، شيطان هم با كبر در دماغش دميد، كبرى كه خداوند او را پس از آلوده شدن به آن دچار ندامت كرد، و گناه هر قاتلى را تا قيامت به گردن او انداخت پرهيز از كبر و حميّت جاهلى شما در تجاوز و ستمگرى به شدت پيش را نديد، و در روى زمين فساد ايجاد كرديد، به گونه‏اى كه آشكارا با حضرت حق دشمنى نموده و علنا با مردم مؤمن به جنگ برخاستيد. خدا را خدا را از كبر برگرفته از عصبيت، و خودخواهى جاهلى، كه زاينده كينه و دشمنى، و مجراى دميدن و افسون شيطان است، كبرى كه با آن امت‏هاى پيشين، و ملتهاى گذشته را فريب داده است، تا كارشان به جايى رسيد كه در تاريكى‏هاى جهالت، و دامهاى ضلالت او در افتادند، و در برابر ساربانى‏اش نرم، و در مقابل راهبريش آرام شدند. دلها در صفت كبر و نخوت با هم مشابهند، و مردم روزگاران گذشته به دنبال هم بر اين منوال ره سپردند، و كبرى را پيش گرفتند كه تمام سينه‏ها به آن تنگ است. هان، از پيروى رؤسا و بزرگانتان حذر، حذر آنان كه از حسب خود فراتر رفتند، و خود را برتر از نسب خود شمردند، امور زشت و ناپسند را (بر اساس اعتقاد باطلشان) به خدا نسبت دادند، و احسان خدا را بر خود منكر شدند، تا با قضاى حق بستيزند، و بر نعمتهاى او چيره آيند، زيرا اين نابكاران پايه‏هاى ساختمان عصبيت، و ستونهاى اركان فتنه، و شمشيرهاى تفاخر جاهليت‏اند. بنا بر اين از خدا پروا كنيد، و با نعمت‏هايش به ستيزه برنخيزيد، و به احسان او بر خودتان حسادت نورزيد، و از بى‏پدرانى كه آب تيره طبعشان را با آب صافى قلبتان نوشيديد، و بيمارى روانشان را با سلامت روح خود آميختيد، و باطلشان را در حق خود داخل كرديد پيروى نكنيد، آنان پايه گناهانند، و ملازم نافرمانيها، شيطان اينان را حيوان بار كش گمراهى نموده، و سپاه خود قرار داده كه به سبب آنان بر مردم حمله مى‏برد، با زبان آنان سخن مى‏گويد، تا عقلتان را بدزدد، و در ديدگانتان در آيد، و در گوشتان بدمد، او شما را هدف تيرش، و مايه پايمال شدن گامهايش، و ابزار دست خويش قرار داده عبرت از گذشتگان از آنچه به گردنكشان پيش از شما از عذاب خدا و دشواريها و حوادث و كيفرهاى او رسيد عبرت گيريد، و از خاك تيره‏اى كه صورتشان بر آن نهاده شده و زمينى كه پهلويشان بر آن افتاده پند پذيريد، و از امورى كه زاينده كبر است به خدا پناه جوييد، چنانكه از آفات ناگهانى روزگار به او پناه مى‏بريد. اگر خداوند اجازه كبر ورزيدن را به فردى از بندگانش مى‏داد هر آينه رخصت آن را به پيامبران و اوليائش كه از خاصان اويند عنايت مى‏فرمود، ولى خداوند پاك كبر ورزى را بر آنان روا نداشت، و فروتنى را براى آن بزرگواران پسنديد، آنان گونه‏هاى خود را به عبادت بر زمين گذاشتند، و صورتهاى خويش را بر خاك ساييدند، و در برابر اهل ايمان تواضع كردند، و در نظر بى‏خبران بى‏قدرت و ناتوان به حساب مى‏آمدند، خداوند آنها را به گرسنگى امتحان كرد، و به رنج و سختى مبتلا نمود، با برنامه‏هاى خوفناك آزمايششان فرمود، و به جفاها و ناخوشيها خالصشان كرد. از باب نادانى به موارد آزمايش و امتحان در مواضع غنا و فقر، ثروت و اولاد را معيار رضايت و خشم خدا نگيريد، خداوند پاك فرمود: «آيا گمان مى‏كنند از اين كه آنان را به ثروت و فرزندان مدد مى‏كنيم در نيكى‏هاى ايشان شتاب مى‏ورزيم نه اين طور نيست، اينان حقيقت را نمى‏فهمند»، زيرا خداوند متكبران از بندگانش را كه در نظر خود بزرگ مى‏نمايند با اوليائش كه در ديده آنان ضعيف به شمار مى‏آيند آزمايش مى‏كند (و شاهد اين واقعيت وضع موسى و فرعون است) فلسفه فروتنى پيامبران موسى بن عمران همراه برادرش هارون- درود خدا بر آنان- وارد بر فرعون شدند در حالى كه تن پوشى از پشم به تن داشتند، و هر يك را عصايى در دست بود، و در صورت اسلام آوردن او بقاء حكومت و دوام عزتش را با او شرط كردند، فرعون رو به مردم كرد و گفت: «از اين دو نفر تعجب نمى‏كنيد كه دوام عزت و بقاء سلطنتم را با من شرط مى‏كنند، در حالى كه خود آنان را در تهيدستى و خوارى مى‏بينيد چرا دستبندهايى از طلا به آنان داده نشده» اين را گفت محض اينكه طلا و جمع كردن آن را بزرگ، و پوشش پشمينه آنان را پست شمرد. اگر خداوند پاك به وقت بعثت انبياء خود مى‏خواست درب گنج‏هاى طلا، و معادن زر ناب، و باغهاى سرسبز را به روى آنان باز كند، و پرندگان آسمان، و جانوران زمين را همراه آنان نمايد انجام مى‏داد، ولى در اين صورت جايى براى امتحان باقى نمى‏ماند، و اجر و پاداش بى‏مورد مى‏شد، و اخبار آسمانى از بين مى‏رفت، و براى قبول كنندگان دعوت انبيا ثواب مبتلايان‏ به رنج و سختى واجب نمى‏گشت، و نه اهل ايمان استحقاق مزدى همپايه نيكوكاران را داشتند، و براى اسماء و لغات مفهومى باقى نمى‏ماند (زيرا بر اساس تمكّن مادّى انبيا، ايمان مردم بر اساس طمع بود و محلّى براى انجام عمل نيك وجود نداشت). ولى خداوند پاك پيامبرانش را در تصميم‏هايشان نيرومند و قوى، و از نظر برنامه‏هاى ظاهرى ضعيف قرار داد، با قناعتى كه از بى‏نيازى چشمها را پر مى‏كرد، و تهيدستى و فقرى كه ديده‏ها و گوشها را از آن مملو مى‏ساخت. اگر انبيا داراى قدرتى بودند كه كسى را توان معارضه با آنان نبود، و داراى عزّتى كه مغلوب كسى نمى‏شدند، و شوكتشان به گونه‏اى بود كه گردنهاى مردان به سوى آن كشيده مى‏شد، و مردم براى تماشاى بزرگى و سطوتشان بار سفر مى‏بستند، اين وضع در پندگيرى مردم از آنان آسانتر، و از گردنكشى در برابر آنان دورتر بود، و به خاطر ترسى كه از عظمت ظاهر انبيا بر مى‏داشتند، يا به خاطر رغبتى كه به ثروت آنان پيدا مى‏كردند ايمان مى‏آوردند، آن هنگام قصدها خالص نبود، و خوبيها به طمع دنيا و آخرت انجام مى‏گرفت. ولى خداوند پاك اراده فرمود پيروى از انبيائش، و تصديق كتابهايش، و خشوع‏ در پيشگاهش، و تسليم در برابر فرمانش، و گردن نهادن به طاعتش امورى باشد خاصّ او، و نيّت ديگرى با آن حقايق نياميزد، كه هرچه آزمايش و امتحان بزرگتر، پاداش و جزايش فراوان‏تر است جايگاه خانه خدا آيا نمى‏بينيد خداوند پاك گذشتگان را از زمان آدم- درود خدا بر او باد- تا آخرين انسان اين جهان به سنگهايى آزمايش نموده كه نه زيان مى‏رساند و نه سود مى‏دهد، نه مى‏بيند، و نه مى‏شنود آنجا را خانه حرمت خود و جايگاه قيام مردم به عبادت قرارداد. و آن را در سنگلاخ‏ترين محل‏ها، و كم كلوخ‏ترين مكانهاى مرتفع دنيا، و درّه‏اى از ديگر درّه‏ها تنگ‏تر، در ميان كوههاى سخت، و رملهاى نرم و روان، و چشمه‏هاى كم آب، و دهات دور از هم، كه شتر و گاو و گوسپند در آنجا از بى‏آب و علفى رشد نمى‏كنند بنا كرد. سپس به آدم- عليه السلام- و فرزندانش دستور داد به آن ناحيه‏ توجه كنند، در نتيجه آن منطقه مركزى براى سود بخشى سفرها، و مقصدى براى بار اندازى قاصدان گرديد، اعماق دلها آهنگ آن خانه مى‏كند، از بيابانهاى بى‏آب و علف و دور از آبادى، و ارتفاعات درّه‏هاى عميق و شيب دار، و جزاير جدا از هم درياها روى به آن مى‏آورند، تا از روى ذلّت شانه‏ها را حركت دهند، و گرداگرد آن خانه تهليل گويند، و ژوليده موى و غبار آلود هروله نمايند، لباسهاى خود را كنار انداخته، و با اصلاح نكردن سر و صورت زيبايى خلقت خود را زشت نمايند، به جهت ابتلايى بزرگ و امتحانى سخت، و آزمايشى روشن، و تطهيرى به نهايت، كه آن را موجب رحمت، و رسيدن به بهشت قرار داد. و اگر خداوند پاك مى‏خواست خانه با حرمت خود و مراكز مناسك حج را در ميان باغها و نهرها، و زمين‏هاى نرم و هموار و پر درخت، و ميوه‏هاى در دسترس، و ساختمانهاى به هم پيوسته، و آباديهاى متّصل به هم، ميان گندمزارى نيكو، و باغهاى سر سبز و خرّم، و كشتزارهاى وسيع، و نواحى پر آب، و زراعتهاى تازه و شاداب، و جادّه‏هاى آباد قرار دهد قرار مى‏داد، آن وقت‏ مقدار اجر و ثواب را به تناسب آزمايش سهل و آسان اندك ساخته بود. و اگر بنيانى كه خانه بر آن استوار است، و سنگهايى كه بيت حق از آن ساخته شده، از زمرّد سبز، و ياقوت قرمز، و روشنى و درخشش خيره كننده بود، بار دو دلى را از سينه‏ها سبك مى‏كرد، و كوشش ابليس را براى وسوسه در قلوب فرو مى‏گذاشت، و تلاطم شك و ترديد را از مردم برطرف مى‏نمود. ولى خداوند بندگانش را به انواع سختى‏ها امتحان مى‏كند، و با كوشش‏هاى گوناگون به عبادت وامى‏دارد، و به امور ناخوشايند مى‏آزمايد، تا كبر را از دلهايشان بيرون كند، و خوارى و تواضع را در جانشان بنشاند، تا با اين گونه آزمايشها ابواب فضل و رحمتش را به رويشان بگشايد، و اسباب عفو خود را به راحتى به آنان عنايت فرمايد فلسفه عبادات خدا را خدا را، از عقوبت تجاوز در اين جهان، و نتيجه وخامت ستم در آن جهان، و بدى عاقبت كبر، كه بزرگترين دام شيطان، و عظيم‏ترين مكر اوست، چنان‏ كيدى كه با دلها چونان زهرهاى كشنده مى‏رزمد، شيطان هرگز از كارش عاجز نمى‏گردد، و راه هلاك كسى را خطا نمى‏كند، نه دانشمند را به خاطر دانشش، و نه تهيدست را به علت لباس كهنه‏اش. خداوند بندگانش را از اين همه شرور با نماز و زكات، و زحمت در روزه گرفتن در ماه رمضان حراست فرموده، تا اندامشان را از گناه آرام سازد، و ديدگانشان را خاشع نمايد، و جانشان را خوار و فروتن گرداند، و دلهايشان را از برترى جويى فرود آورد، و كبر و خودپسندى را از آنان بزدايد، زيرا ساييدن جبهه به خاك علت تواضع، و وانهادن اعضاى پرارزش به روى زمين شكستن خود، و لاغر شدن بدن از پى روزه باعث خاكسارى است، و نيز در اداى زكات پرداخت ميوه‏هاى زمين و غير آن به مسكينان و تهيدستان نهفته است. آثار اين عبادات را بنگريد كه چگونه جوانه‏هاى فخر را بر مى‏كند، و از نهالهاى سر بر آورده كبر جلوگيرى مى‏كند تعصب‏هاى ناروا حقّا دقت كردم احدى از جهانيان را نيافتم كه نسبت به چيزى تعصّب ورزد، مگر آنكه ظهور آن تعصّب را علّتى بود كه حقيقت را بر جاهلان مشتبه كند، يا امرى كه به غلط به عنوان حجت به انديشه نفهمان چسبد، جز شما كه تعصبتان را سبب و علّتى نيست. ابليس به خاطر ريشه خود كه از آتش بود بر آدم تعصّب ورزيد، و او را نسبت به خلقتش سرزنش كرد، و گفت: من از آتشم و تو از خاكى. اما ثروتمندان ناز پرورده امتها، به نعمتهاى فراوان خود تعصب به خرج دادند، و گفتند: «اموال و اولادمان از همه افزون‏تر است، و ما را عذابى نخواهد بود ».تعصب‏هاى روا اگر بنا به تعصب باشد بايد تعصب شما براى صفات پسنديده، و كردارهاى شايسته، و امور نيكى باشد كه بزرگان و دليران از خاندان‏هاى‏ ريشه دار عرب و رؤساى قبايل به آنها برترى مى‏طلبند: به اخلاق خوب، و انديشه‏هاى بزرگ، و مقامات بلند، و آثار ستوده تعصب بورزيد. به خصلت‏هاى با ارزش كه عبارت است از حفظ حقوق همسايه‏ها، وفاى به عهد، پيروى نيكى، روى گرداندن از كبر، توسل به احسان و بخشش، خوددارى از تجاوز، مهم شمردن قتل نفس، انصاف دادن به خلق خدا، فرو خوردن خشم، و اجتناب از فساد در روى زمين. و از عذابهايى كه بر اثر زشتى افعال و بدى اعمال بر امم گذشته رسيد حذر نماييد، نيك و بد احوالشان را بينديشيد، و از اينكه همانند آنان شويد بركنار بمانيد. چون در تفاوت وضع امم گذشته در نيكى و بدى اعمالشان انديشه كرديد، آن كارى را اختيار نماييد كه عزت آنان بدان سبب تأمين شد، و دشمنانشان از عرصه حياتشان دور شدند، و زمان سلامتيشان طولانى گشت، و نعمت در اختيارشان قرار گرفت، و پيوند كرامت آنان استوار شد، به اين معنى كه از تفرقه اجتناب كردند، و بر الفت پايدارى نمودند، و يكديگر را به آن تشويق و ترغيب كردند و سفارش نمودند. و از امورى كه ستون فقراتشان را درهم شكست، و قدرتشان را قرين سستى كرد دورى نماييد: از كينه ورزى قلوب، و عداوت سينه‏ها، و ناموافق بودن نفوس، و دست از يارى يكديگر كشيدن عبرت از مؤمنان پيشين در احوالات مؤمنين گذشته انديشه كنيد، كه چگونه در حال آزمايش و امتحان بودند آيا از همه خلايق مشكلاتشان بيشتر نبود آيا بيش از همه مردم در زحمت و رنج نبودند آيا از همه مردم دنيا در تنگناى بيشترى قرار نداشتند فراعنه آنان را برده خود ساختند، و به عذاب سخت كشيدند، جرعه جرعه تلخى به آنان نوشاندند، پيوسته در ذلّت هلاكت، و مورد سلطه و استيلا بودند، چاره‏اى براى سر باز زدن، و راهى براى دفاع نمى‏يافتند. تا چون خداوند جديّت آنان را در صبر بر آزار در راه محبّتش، و تحمّل ناراحتى‏ها را در مسير بيم و خوفش از آنان ديد، گشايشى از تنگناهاى بلا براى آنان قرار داد، ذلّتشان را به عزّت و بيمشان را به امنيت تبديل كرد، پس سلاطين حكمران، و پيشوايان راهنما شدند، و كرامت خداوند در باره آنان به جايى رسيد كه خيالش هم در باره آنان نمى‏رفت. بنگريد چگونه بودند زمانى كه اجتماعشان متّحد، خواسته‏هايش متّفق، دلها معتدل و مناسب، دستها پشتيبان هم، و شمشيرها مدد كار يكديگر، چشم دلشان نافذ، و تصميم‏هايشان يكى بود آيا با اين خصال آقاى سراسر زمين نبودند، و بر جهانيان حكومت نمى‏كردند از طرفى به پايان كارشان نظر كنيد كه به كجا رسيد زمانى كه بينشان جدايى افتاد، الفتشان به پراكندگى رسيد، وحدت كلمه و دلهايشان به اختلاف مبدل شد، دسته دسته شده، به جنگ با هم برخاستند، خداوند لباس كرامت را از وجودشان به در آورد، و نعمت فراوانش را از آنان‏ گرفت، و داستان زندگى آنان در بين شما به عنوان درس عبرتى براى عبرت گيرندگان شما باقى ماند. از حال اولاد اسماعيل و اسحاق و يعقوب- درود خدا بر آنان- پند گيريد، چه اندازه احوالات با هم متناسب، و چقدر داستانها به هم نزديك است در امورشان به هنگام پراكندگى و جداييشان از يكديگر دقت كنيد، روزگارى كه كسرى‏ها و قيصرها حاكم آنان بودند، آنها را از مرغزارها، و درياى عراق، و سرزمين‏هاى سبز و خرّم ربودند، و به زمين‏هايى كه گياه درمنه رويد، و بادهاى سخت وزد، و زندگى در آن مشكل باشد روانه نمودند. آنان را فقير و تهيدست، و در شغل شتر چرانى رها كردند، خوارترين امم از نظر خانه و مكان، و در بى‏حاصل‏ترين سرزمين‏ها از نظر مسكن و مأوا ساختند، نه دعوت حقّى كه به آن چنگ زنند، نه سايه الفتى كه به عزّتش تكيه نمايند. احوالشان مضطرب، و قدرتشان پراكنده، و جمعيّتشان قرين تفرقه، گرفتار بلايى سخت، و جهالتى متراكم كه نتيجه كارشان زنده به گور كردن دختران، پرستش بتها، قطع رحم، و غارت پى در پى يكديگر بود نعمت وجود پيامبر (ص) به نعمت‏هاى خداوند زمانى كه پيامبر اسلام را در بين آنان برانگيخت دقت كنيد، كه اطاعتشان را به آيين پيامبر پيوند داد، و در سايه دعوتش ايشان را جمعيت واحد نمود، چگونه نعمت الهى پر و بال كرامتش را بر عرصه حيات آنان گسترد، و نهرهاى آسايش و راحتى را به سوى آنان جارى نمود، و دين خدا در ميان انواع منافع و بركات خود آنان را گرد هم آورد در نعمت آن غرق شدند، و از خرّمى عيش آن دلشاد گشتند، زندگى آنان در سايه حكومتى قوى استوار شد، و نيكويى احوالشان آنان را به عزتى پيروز رساند، و در بلنديهاى دولتى ثابت كارشان سهل و آسان شد، بر جهانيان حاكم شدند، و پادشهان روى زمين گشتند، مالك امور كسانى شدند كه آنان قبلا مالك امور اينان بودند، و بر آنانى فرمان راندند كه در گذشته بر اينان فرمان مى‏راندند. كسى قدرت درهم شكستن آنان را نداشت، و در مبارزه عليه‏ ايشان به خود جرأت نمى‏داد سرزنش ياران نافرمان بدانيد كه شما دست از رشته طاعت برداشتيد، و با زنده كردن احكام جاهلى در حصن محكم حق كه به اطراف شما كشيده شده بود رخنه ايجاد نموديد، و خداوند پاك بر اين امت با پيوند الفتى كه ميان آنان برقرار كرد تا در سايه‏اش زندگى كنند و در حمايتش مأوى گيرند، به نعمتى منت نهاد كه ارزش آن را احدى از آفريدگان نمى‏داند، زيرا بهاى الفت با يكديگر از هر بهايى بالاتر، و از هر عظمتى عظيم‏تر است. و بدانيد كه شما پس از ديندارى بى‏دين شديد، و بعد از الفت و برادرى حزب حزب گشتيد، تعلّقى به اسلام جز به نام آن نداريد، و از ايمان جز نشان آن را نمى‏دانيد. مى‏گوييد به دوزخ مى‏رويم ولى ننگ را نمى‏پذيريم گويى قصد داريد اسلام را وارونه كنيد، با هتك حرمت حريم حق، و شكستن پيمانى كه خداوند آن را در زمين خود پناهگاه شما، و منطقه امن براى آفريدگانش قرار داده است اگر به غير اسلام پناهى بگيريد اهل كفر به جنگ شما بر مى‏خيزند، آن وقت جبرئيل و ميكائيل و مهاجر و انصار در ميان نيستند كه شما را يارى كنند، جز شمشير زدن بر يكديگر چيزى به جاى نماند تا خداوند بين شما حكم كند. امثال و داستانهايى از عذاب خدا و كيفرهاى كوبنده و روزگار بلا و حوادث سخت كه كيفر گناهان گذشتگان بود در اختيار شماست. فرا رسيدن عذابش را به بهانه جهل به مؤاخذه او و يا سهل انگارى نسبت به خشمش، يا ايمنى از كيفرش دير مپنداريد، زيرا خداوند پاك، گذشتگان را از رحمتش دور نكرد مگر به خاطر ترك امر به معروف و نهى از منكر. آرى پروردگار جاهلان را به خاطر ارتكاب گناه، و عاقلان را به علّت ترك نهى از منكر از رحمت خود دور نمود. بدانيد كه شما رشته اسلام را از گردن جان برداشتيد، حدود آن را واگذاشتيد، و احكامش را ميرانديد. معلومتان باد كه خداوند مرا به جنگ با ستم پيشگان و پيمان شكنان و آنان كه در زمين اهل فسادند امر فرموده. بر اين اساس با پيمان شكنان جنگيدم، و با متجاوزان به نبرد بر خاستم، و بيرون شدگان از مدار دين را خوار و زبون ساختم، و اما شيطان ردهه (رئيس خوارج) با فرياد وحشتى كه از پى آن بانگ تپش دل و لرزه سينه او را شنيدم كارش تمام شد، و تعدادى اندك از ستمكاران باقى مانده‏اند، اگر خداوند مرا اجازت دهد كه دوباره براى جنگ به جانب ايشان حركت نمايم نابودشان مى‏كنم جز گروهى اندك كه اين طرف و آن طرف پراكنده مى‏شوند و از دسترس خارج مى‏گردند در بيان فضايل خود من در خردسالى سركشان عرب را به زمين رساندم، و شاخ قدرت دو قبيله ربيعه و مضر را شكستم. شما موقعيت مرا نسبت به رسول خدا- صلّى اللّه عليه و آله به خاطر خويشى نزديك و منزلت مخصوص مى‏دانيد، وقتى كودك بودم مرا در دامن مى‏نشاند، در آغوشش مى‏فشرد، در فراشش جاى مى‏داد، تنش را به تنم‏ مى‏ساييد، و بوى خوشش را به من مى‏بويانيد، غذا را جويده در دهانم قرار مى‏داد. هرگز دروغى در گفتار، و اشتباهى در عمل از من نديد. از وقتى رسول خدا صلّى اللّه عليه و آله را از شير گرفتند خداوند بزرگترين فرشته از فرشتگانش را مأمور وى نمود، تا شبانه روز او را در مسير كرامت و محاسن اخلاق جهان سوق دهد. من همانند طفلى كه به دنبال مادرش مى‏رود دنبال او مى‏رفتم، هر روز براى من از اخلاق پاك خود نشانه‏اى بر پا مى‏كرد، و مرا به پيروى از آن فرمان مى‏داد. هر سال در حراء مجاورت مى‏نمود، تنها من او را مى‏ديدم و غير من كسى وى را مشاهده نمى‏كرد. آن زمان در خانه‏اى جز خانه‏اى كه رسول حق- صلّى اللّه عليه و آله- و خديجه در آن بودند اسلام وارد نشده بود و من سومى آنان بودم. نور وحى و رسالت را مى‏ديدم، و بوى نبوت را استشمام مى‏كردم. به هنگام نزول وحى بر ايشان- صلّى اللّه عليه و آله- صداى ناله شيطان را شنيدم، عرضه داشتم: يا رسول اللّه، اين صداى ناله چيست فرمود: اين ناله شيطان است كه وى را از پرستش شدن يأس و نا اميدى دست داده، تو آنچه را مى‏شنوم مى‏شنوى، و آنچه را مى‏بينم مى‏بينى، جز اينكه پيامبر نيستى، ولى وزير من و بر طريق خير هستى. من همراه رسول خدا- صلّى اللّه عليه و آله- بودم كه دسته‏اى از بزرگان قريش نزد او آمدند، و گفتند: اى محمّد، تو مسأله عظيمى را ادعا مى‏كنى كه پدرانت و احدى از خاندانت آن را ادعا نكردند، ما كارى از تو مى‏خواهيم كه اگر آن را بپذيرى و به ما بنمايانى، مى‏دانيم كه تو پيامبر و فرستاده خدايى، و گر نه به اين نتيجه مى‏رسيم كه جادوگر و دروغگويى آن حضرت صلّى اللّه عليه و آله فرمود: چه مى‏خواهيد گفتند: اين درخت را به خاطر ما صدا كن كه از ريشه درآيد و جلو آمده در برابرت بايستد. پيامبر- صلّى اللّه عليه و آله- فرمود: خداوند بر هر كارى تواناست، اگر خداوند اين برنامه را برايتان انجام دهد ايمان مى‏آوريد و به حق شهادت مى‏دهيد گفتند: آرى. فرمود: آنچه را مى‏خواهيد به شما نشان مى‏دهم، ولى مى‏دانم كه به خير و نيكويى باز نمى‏گرديد، در ميان شما كسى است كه به چاه افكنده مى‏شود (در جنگ بدر)، و نيز كسى است كه احزاب را فراهم خواهد آورد. سپس آن حضرت صلّى اللّه عليه و آله فرمود: اى درخت، اگر به خدا و قيامت ايمان دارى، و آگاهى كه من فرستاده خداوندم، با ريشه از جاى بيرون آى تا به اذن خدا در برابر من بايستى. قسم به خدايى كه او را به راستى بر انگيخت درخت همراه ريشه‏هايش از زمين بر آمد، و در حالى كه آوازى شديد و صدايى چون صداى بال پرندگان داشت آمد تا آنكه چون مرغى بال گشاده در برابر پيامبر صلّى اللّه عليه و آله- ايستاد، و شاخه‏هاى بلند خود را بر پيامبر- صلّى اللّه عليه و آله- و بعضى از شاخه‏هايش را به روى دوش من گستراند و من در جانب راست رسول خدا صلّى اللّه عليه و آله بودم. چون قريش اين واقعه را ديدند، از باب برترى جويى و گردنكشى فرياد زدند: بگو نصف درخت نزد تو آيد و نصف ديگر بر جايش بماند. رسول خدا فرمان داد نيمى از آن با حالتى شگفت‏آور و صداى سخت‏ترى به حضرت روى آورد كه نزديك بود به رسول خدا صلّى اللّه عليه و آله بپيچد. پس از آن از روى كفر و سركشى گفتند: بگو اين نصفه درخت پيش نصفه ديگرش باز گردد. حضرت رسول صلّى اللّه عليه و آله امر فرمود پس درخت بازگشت. من فرياد زدم: لا اله الّا اللّه، اى رسول خدا، من اولين كسى هستم كه به تو ايمان آوردم، و نخستين كسى كه اعتراف كرد كه درخت آنچه را دستور دادى به فرمان خدا انجام داد تا به پيامبريت شهادت دهد و سخنت را بزرگ شمارد. ولى همه آنان گفتند: بلكه ساحرى است دروغگو، و جادوگرى است عجيب جادو و تردست آيا رسالتت را جز امثال اين تصديق مى‏كند- منظورشان من بودم. - من از كسانى هستم كه در راه خدا از ملامت ملامت كنندگان باك ندارند، از كسانى هستم كه چهره آنان چهره صدّيقان، و سخنشان سخن نيكان است، شب زنده دارانند و نشانه‏هاى روز روشن، تمسك به ريسمان قرآن دارند، سنّت خدا و رسولش را زنده مى‏كنند، استكبار و برترى جويى ندارند، و خيانت و فساد در كارشان نيست، دلهايشان در بهشت، و بدنهايشان در عبادت خداوند است

1 ) نامه 53 : عهد نامه مكتوب آن حضرت است براى مالك اشتر نخعى- رحمه اللّه- زمانى كه او را به امارت مصر و مناطق تابعه آن انتخاب نمود و اين برنامه به وقتى بود كه كار حاكم مصر محمد بن ابو بكر در آشفتگى قرار داشت. اين عهد نامه طولانى‏ترين عهد نامه و از جهت در برداشتن خوبيها جامع‏ترين آنهاست
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، هَذَا مَا أَمَرَ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ عَلِيٌّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ مَالِكَ بْنَ الْحَارِثِ الْأَشْتَرَ فِي عَهْدِهِ إِلَيْهِ حِينَ وَلَّاهُ مِصْرَ جِبَايَةَ خَرَاجِهَا وَ جِهَادَ عَدُوِّهَا وَ اسْتِصْلَاحَ أَهْلِهَا وَ عِمَارَةَ بِلَادِهَا أَمَرَهُ بِتَقْوَى اللَّهِ وَ إِيْثَارِ طَاعَتِهِ وَ اتِّبَاعِ مَا أَمَرَ بِهِ فِي كِتَابِهِ مِنْ فَرَائِضِهِ وَ سُنَنِهِ الَّتِي لَا يَسْعَدُ أَحَدٌ إِلَّا بِاتِّبَاعِهَا وَ لَا يَشْقَى إِلَّا مَعَ جُحُودِهَا وَ إِضَاعَتِهَا وَ أَنْ يَنْصُرَ اللَّهَ سُبْحَانَهُ بِقَلْبِهِ وَ يَدِهِ وَ لِسَانِهِ فَإِنَّهُ جَلَّ اسْمُهُ قَدْ تَكَفَّلَ بِنَصْرِ مَنْ نَصَرَهُ وَ إِعْزَازِ مَنْ أَعَزَّهُ وَ أَمَرَهُ أَنْ يَكْسِرَ نَفْسَهُ مِنَ الشَّهَوَاتِ وَ يَزَعَهَا عِنْدَ الْجَمَحَاتِ فَإِنَّ النَّفْسَ أَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ اللَّهُ ثُمَّ اعْلَمْ يَا مَالِكُ أَنِّي قَدْ وَجَّهْتُكَ إِلَى بِلَادٍ قَدْ جَرَتْ عَلَيْهَا دُوَلٌ قَبْلَكَ مِنْ عَدْلٍ وَ جَوْرٍ وَ أَنَّ النَّاسَ يَنْظُرُونَ مِنْ أُمُورِكَ فِي مِثْلِ مَا كُنْتَ تَنْظُرُ فِيهِ مِنْ أُمُورِ الْوُلَاةِ قَبْلَكَ وَ يَقُولُونَ فِيكَ مَا كُنْتَ تَقُولُ فِيهِمْ وَ إِنَّمَا يُسْتَدَلُّ عَلَى الصَّالِحِينَ بِمَا يُجْرِي اللَّهُ لَهُمْ عَلَى أَلْسُنِ عِبَادِهِ فَلْيَكُنْ أَحَبَّ الذَّخَائِرِ إِلَيْكَ ذَخِيرَةُ الْعَمَلِ الصَّالِحِ فَامْلِكْ هَوَاكَ وَ شُحَّ بِنَفْسِكَ عَمَّا لَا يَحِلُّ لَكَ فَإِنَّ الشُّحَّ بِالنَّفْسِ الْإِنْصَافُ مِنْهَا فِيمَا أَحَبَّتْ أَوْ كَرِهَتْ وَ أَشْعِرْ قَلْبَكَ الرَّحْمَةَ لِلرَّعِيَّةِ وَ الْمَحَبَّةَ لَهُمْ وَ اللُّطْفَ بِهِمْ وَ لَا تَكُونَنَّ عَلَيْهِمْ سَبُعاً ضَارِياً تَغْتَنِمُ أَكْلَهُمْ فَإِنَّهُمْ صِنْفَانِ إِمَّا أَخٌ لَكَ فِي الدِّينِ وَ إِمَّا نَظِيرٌ لَكَ فِي الْخَلْقِ يَفْرُطُ مِنْهُمُ الزَّلَلُ وَ تَعْرِضُ لَهُمُ الْعِلَلُ وَ يُؤْتَى عَلَى أَيْدِيهِمْ فِي الْعَمْدِ وَ الْخَطَإِ فَأَعْطِهِمْ مِنْ عَفْوِكَ وَ صَفْحِكَ مِثْلِ الَّذِي تُحِبُّ وَ تَرْضَى أَنْ يُعْطِيَكَ اللَّهُ مِنْ عَفْوِهِ وَ صَفْحِهِ فَإِنَّكَ فَوْقَهُمْ وَ وَالِي الْأَمْرِ عَلَيْكَ فَوْقَكَ وَ اللَّهُ فَوْقَ مَنْ وَلَّاكَ وَ قَدِ اسْتَكْفَاكَ أَمْرَهُمْ وَ ابْتَلَاكَ بِهِمْ وَ لَا تَنْصِبَنَّ نَفْسَكَ لِحَرْبِ اللَّهِ فَإِنَّهُ لَا يَدَ لَكَ بِنِقْمَتِهِ وَ لَا غِنَى بِكَ عَنْ عَفْوِهِ وَ رَحْمَتِهِ وَ لَا تَنْدَمَنَّ عَلَى عَفْوٍ وَ لَا تَبْجَحَنَّ بِعُقُوبَةٍ وَ لَا تُسْرِعَنَّ إِلَى بَادِرَةٍ وَجَدْتَ مِنْهَا مَنْدُوحَةً وَ لَا تَقُولَنَّ إِنِّي مُؤَمَّرٌ آمُرُ فَأُطَاعُ فَإِنَّ ذَلِكَ إِدْغَالٌ فِي الْقَلْبِ وَ مَنْهَكَةٌ لِلدِّينِ وَ تَقَرُّبٌ مِنَ الْغِيَرِ وَ إِذَا أَحْدَثَ لَكَ مَا أَنْتَ فِيهِ مِنْ سُلْطَانِكَ أُبَّهَةً أَوْ مَخِيلَةً فَانْظُرْ إِلَى عِظَمِ مُلْكِ اللَّهِ فَوْقَكَ وَ قُدْرَتِهِ مِنْكَ عَلَى مَا لَا تَقْدِرُ عَلَيْهِ مِنْ نَفْسِكَ فَإِنَّ ذَلِكَ يُطَامِنُ إِلَيْكَ مِنْ طِمَاحِكَ وَ يَكُفُّ عَنْكَ مِنْ غَرْبِكَ وَ يَفِي‏ءُ إِلَيْكَ بِمَا عَزَبَ عَنْكَ مِنْ عَقْلِكَ إِيَّاكَ وَ مُسَامَاةَ اللَّهِ فِي عَظَمَتِهِ وَ التَّشَبُّهَ بِهِ فِي جَبَرُوتِهِ فَإِنَّ اللَّهَ يُذِلُّ كُلَّ جَبَّارٍ وَ يُهِينُ كُلَّ مُخْتَالٍ أَنْصِفِ اللَّهَ وَ أَنْصِفِ النَّاسَ مِنْ نَفْسِكَ وَ مِنْ خَاصَّةِ أَهْلِكَ وَ مَنْ لَكَ فِيهِ هَوًى مِنْ رَعِيَّتِكَ فَإِنَّكَ إِلَّا تَفْعَلْ تَظْلِمْ وَ مَنْ ظَلَمَ عِبَادَ اللَّهِ كَانَ اللَّهُ خَصْمَهُ دُونَ عِبَادِهِ وَ مَنْ خَاصَمَهُ اللَّهُ أَدْحَضَ حُجَّتَهُ وَ كَانَ لِلَّهِ حَرْباً حَتَّى يَنْزِعَ أَوْ يَتُوبَ وَ لَيْسَ شَيْ‏ءٌ أَدْعَى إِلَى تَغْيِيرِ نِعْمَةِ اللَّهِ وَ تَعْجِيلِ نِقْمَتِهِ مِنْ إِقَامَةٍ عَلَى ظُلْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ دَعْوَةَ الْمُضْطَهَدِينَ وَ هُوَ لِلظَّالِمِينَ بِالْمِرْصَادِ وَ لْيَكُنْ أَحَبَّ الْأُمُورِ إِلَيْكَ أَوْسَطُهَا فِي الْحَقِّ وَ أَعَمُّهَا فِي الْعَدْلِ وَ أَجْمَعُهَا لِرِضَى الرَّعِيَّةِ فَإِنَّ سُخْطَ الْعَامَّةِ يُجْحِفُ بِرِضَى الْخَاصَّةِ وَ إِنَّ سُخْطَ الْخَاصَّةِ يُغْتَفَرُ مَعَ رِضَى الْعَامَّةِ وَ لَيْسَ أَحَدٌ مِنَ الرَّعِيَّةِ أَثْقَلَ عَلَى الْوَالِي مَئُونَةً فِي الرَّخَاءِ وَ أَقَلَّ مَعُونَةً لَهُ فِي الْبَلَاءِ وَ أَكْرَهَ لِلْإِنْصَافِ وَ أَسْأَلَ بِالْإِلْحَافِ وَ أَقَلَّ شُكْراً عِنْدَ الْإِعْطَاءِ وَ أَبْطَأَ عُذْراً عِنْدَ الْمَنْعِ وَ أَضْعَفَ صَبْراً عِنْدَ مُلِمَّاتِ الدَّهْرِ مِنْ أَهْلِ الْخَاصَّةِ وَ إِنَّمَا عِمَادُ الدِّينِ وَ جِمَاعُ الْمُسْلِمِينَ وَ الْعُدَّةُ لِلْأَعْدَاءِ الْعَامَّةُ مِنَ الْأُمَّةِ فَلْيَكُنْ صِغْوُكَ لَهُمْ وَ مَيْلُكَ مَعَهُمْ وَ لْيَكُنْ أَبْعَدَ رَعِيَّتِكَ مِنْكَ وَ أَشْنَأَهُمْ عِنْدَكَ أَطْلَبُهُمْ لِمَعَايِبِ النَّاسِ فَإِنَّ فِي النَّاسِ عُيُوباً الْوَالِي أَحَقُّ مَنْ سَتَرَهَا فَلَا تَكْشِفَنَّ عَمَّا غَابَ عَنْكَ مِنْهَا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ تَطْهِيرُ مَا ظَهَرَ لَكَ وَ اللَّهُ يَحْكُمُ عَلَى مَا غَابَ عَنْكَ فَاسْتُرِ الْعَوْرَةَ مَا اسْتَطَعْتَ يَسْتُرِ اللَّهُ مِنْكَ مَا تُحِبُّ سَتْرَهُ مِنْ رَعِيَّتِكَ أَطْلِقْ عَنِ النَّاسِ عُقْدَةَ كُلِّ حِقْدٍ وَ اقْطَعْ عَنْكَ سَبَبَ كُلِّ وِتْرٍ وَ تَغَابَ عَنْ كُلِّ مَا لَا يَضِحُ لَكَ وَ لَا تَعْجَلَنَّ إِلَى تَصْدِيقِ سَاعٍ فَإِنَّ السَّاعِيَ غَاشٌّ وَ إِنْ تَشَبَّهَ بِالنَّاصِحِينَ وَ لَا تُدْخِلَنَّ فِي مَشُورَتِكَ بَخِيلًا يَعْدِلُ بِكَ عَنِ الْفَضْلِ وَ يَعِدُكَ الْفَقْرَ وَ لَا جَبَاناً يُضْعِفُكَ عَنِ الْأُمُورِ وَ لَا حَرِيصاً يُزَيِّنُ لَكَ الشَّرَهَ بِالْجَوْرِ فَإِنَّ الْبُخْلَ وَ الْجُبْنَ وَ الْحِرْصَ غَرَائِزُ شَتَّى يَجْمَعُهَا سُوءُ الظَّنِّ بِاللَّهِ إِنَّ شَرَّ وُزَرَائِكَ مَنْ كَانَ لِلْأَشْرَارِ قَبْلَكَ وَزِيراً وَ مَنْ شَرِكَهُمْ فِي الْآثَامِ فَلَا يَكُونَنَّ لَكَ بِطَانَةً فَإِنَّهُمْ أَعْوَانُ الْأَثَمَةِ وَ إِخْوَانُ الظَّلَمَةِ وَ أَنْتَ وَاجِدٌ مِنْهُمْ خَيْرَ الْخَلَفِ مِمَّنْ لَهُ مِثْلُ آرَائِهِمْ وَ نَفَاذِهِمْ وَ لَيْسَ عَلَيْهِ مِثْلُ آصَارِهِمْ وَ أَوْزَارِهِمْ وَ آثَامِهِمْ مِمَّنْ لَمْ يُعَاوِنْ ظَالِماً عَلَى ظُلْمِهِ وَ لَا آثِماً عَلَى إِثْمِهِ أُولَئِكَ أَخَفُّ عَلَيْكَ مَئُونَةً وَ أَحْسَنُ لَكَ مَعُونَةً وَ أَحْنَى عَلَيْكَ عَطْفاً وَ أَقَلُّ لِغَيْرِكَ إِلْفاً فَاتَّخِذْ أُولَئِكَ خَاصَّةً لِخَلَوَاتِكَ وَ حَفَلَاتِكَ ثُمَّ لْيَكُنْ آثَرُهُمْ عِنْدَكَ أَقْوَلَهُمْ بِمُرِّ الْحَقِّ لَكَ وَ أَقَلَّهُمْ مُسَاعَدَةً فِيمَا يَكُونُ مِنْكَ مِمَّا كَرِهَ اللَّهُ لِأَوْلِيَائِهِ وَاقِعاً ذَلِكَ مِنْ هَوَاكَ حَيْثُ وَقَعَ وَ الْصَقْ بِأَهْلِ الْوَرَعِ وَ الصِّدْقِ ثُمَّ رُضْهُمْ عَلَى أَلَّا يُطْرُوكَ وَ لَا يَبْجَحُوكَ بِبَاطِلٍ لَمْ تَفْعَلْهُ فَإِنَّ كَثْرَةَ الْإِطْرَاءِ تُحْدِثُ الزَّهْوَ وَ تُدْنِي مِنَ الْعِزَّةِ وَ لَا يَكُونَنَّ الْمُحْسِنُ وَ الْمُسِي‏ءُ عِنْدَكَ بِمَنْزِلَةٍ سَوَاءٍ فَإِنَّ فِي ذَلِكَ تَزْهِيداً لِأَهْلِ الْإِحْسَانِ فِي الْإِحْسَانِ وَ تَدْرِيباً لِأَهْلِ الْإِسَاءَةِ عَلَى الْإِسَاءَةِ وَ أَلْزِمْ كُلًّا مِنْهُمْ مَا أَلْزَمَ نَفْسَهُ وَ اعْلَمْ أَنَّهُ لَيْسَ شَيْ‏ءٌ بِأَدْعَى إِلَى حُسْنِ ظَنِّ رَاعٍ بِرَعِيَّتِهِ مِنْ إِحْسَانِهِ إِلَيْهِمْ وَ تَخْفِيفِهِ الْمَئُونَاتِ عَلَيْهِمْ وَ تَرْكِ اسْتِكْرَاهِهِ إِيَّاهُمْ عَلَى مَا لَيْسَ لَهُ قِبَلَهُمْ فَلْيَكُنْ مِنْكَ فِي ذَلِكَ أَمْرٌ يَجْتَمِعُ لَكَ بِهِ حُسْنُ الظَّنِّ بِرَعِيَّتِكَ فَإِنَّ حُسْنَ الظَّنِّ يَقْطَعُ عَنْكَ نَصَباً طَوِيلًا وَ إِنَّ أَحَقَّ مَنْ حَسُنَ ظَنُّكَ بِهِ لَمَنْ حَسُنَ بَلَاؤُكَ عِنْدَهُ وَ إِنَّ أَحَقَّ مَنْ سَاءَ ظَنُّكَ بِهِ لَمَنْ سَاءَ بَلَاؤُكَ عِنْدَهُ وَ لَا تَنْقُضْ سُنَّةً صَالِحَةً عَمِلَ بِهَا صُدُورُ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ اجْتَمَعَتْ بِهَا الْأُلْفَةُ وَ صَلَحَتْ عَلَيْهَا الرَّعِيَّةُ وَ لَا تُحْدِثَنَّ سُنَّةً تَضُرُّ بِشَيْ‏ءٍ مِنْ مَاضِي تِلْكَ السُّنَنِ فَيَكُونَ الْأَجْرُ لِمَنْ سَنَّهَا وَ الْوِزْرُ عَلَيْكَ بِمَا نَقَضْتَ مِنْهَا وَ أَكْثِرْ مُدَارَسَةَ الْعُلَمَاءِ وَ مُنَاقَشَةَ الْحُكَمَاءِ فِي تَثْبِيتِ مَا صَلَحَ عَلَيْهِ أَمْرُ بِلَادِكَ وَ إِقَامَةِ مَا اسْتَقَامَ بِهِ النَّاسُ قَبْلَكَ وَ اعْلَمْ أَنَّ الرَّعِيَّةَ طَبَقَاتٌ لَا يَصْلُحُ بَعْضُهَا إِلَّا بِبَعْضٍ وَ لَا غِنَى بِبَعْضِهَا عَنْ بَعْضٍ فَمِنْهَا جُنُودُ اللَّهِ وَ مِنْهَا كُتَّابُ الْعَامَّةِ وَ الْخَاصَّةِ وَ مِنْهَا قُضَاةُ الْعَدْلِ وَ مِنْهَا عُمَّالُ الْإِنْصَافِ وَ الرِّفْقِ وَ مِنْهَا أَهْلُ الْجِزْيَةِ وَ الْخَرَاجِ مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ وَ مُسْلِمَةِ النَّاسِ وَ مِنْهَا التُّجَّارُ وَ أَهْلُ الصِّنَاعَاتِ وَ مِنْهَا الطَّبَقَةُ السُّفْلَى مِنْ ذَوِي الْحَاجَةِ وَ الْمَسْكَنَةِ وَ كُلٌّ قَدْ سَمَّى اللَّهُ لَهُ سَهْمَهُ وَ وَضَعَ عَلَى حَدِّهِ فَرِيضَةً فِي كِتَابِهِ أَوْ سُنَّةِ نَبِيِّهِ ( صلى الله عليه وآله ) عَهْداً مِنْهُ عِنْدَنَا مَحْفُوظاً فَالْجُنُودُ بِإِذْنِ اللَّهِ حُصُونُ الرَّعِيَّةِ وَ زَيْنُ الْوُلَاةِ وَ عِزُّ الدِّينِ وَ سُبُلُ الْأَمْنِ وَ لَيْسَ تَقُومُ الرَّعِيَّةُ إِلَّا بِهِمْ ثُمَّ لَا قِوَامَ لِلْجُنُودِ إِلَّا بِمَا يُخْرِجُ اللَّهُ لَهُمْ مِنَ الْخَرَاجِ الَّذِي يَقْوَوْنَ بِهِ عَلَى جِهَادِ عَدُوِّهِمْ وَ يَعْتَمِدُونَ عَلَيْهِ فِيمَا يُصْلِحُهُمْ وَ يَكُونُ مِنْ وَرَاءِ حَاجَتِهِمْ ثُمَّ لَا قِوَامَ لِهَذَيْنِ الصِّنْفَيْنِ إِلَّا بِالصِّنْفِ الثَّالِثِ مِنَ الْقُضَاةِ وَ الْعُمَّالِ وَ الْكُتَّابِ لِمَا يُحْكِمُونَ مِنَ الْمَعَاقِدِ وَ يَجْمَعُونَ مِنَ الْمَنَافِعِ وَ يُؤْتَمَنُونَ عَلَيْهِ مِنْ خَوَاصِّ الْأُمُورِ وَ عَوَامِّهَا وَ لَا قِوَامَ لَهُمْ جَمِيعاً إِلَّا بِالتُّجَّارِ وَ ذَوِي الصِّنَاعَاتِ فِيمَا يَجْتَمِعُونَ عَلَيْهِ مِنْ مَرَافِقِهِمْ وَ يُقِيمُونَهُ مِنْ أَسْوَاقِهِمْ وَ يَكْفُونَهُمْ مِنَ التَّرَفُّقِ بِأَيْدِيهِمْ مَا لَا يَبْلُغُهُ رِفْقُ غَيْرِهِمْ ثُمَّ الطَّبَقَةُ السُّفْلَى مِنْ أَهْلِ الْحَاجَةِ وَ الْمَسْكَنَةِ الَّذِينَ يَحِقُّ رِفْدُهُمْ وَ مَعُونَتُهُمْ وَ فِي اللَّهِ لِكُلٍّ سَعَةٌ وَ لِكُلٍّ عَلَى الْوَالِي حَقٌّ بِقَدْرِ مَا يُصْلِحُهُ وَ لَيْسَ يَخْرُجُ الْوَالِي مِنْ حَقِيقَةِ مَا أَلْزَمَهُ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ إِلَّا بِالِاهْتِمَامِ وَ الِاسْتِعَانَةِ بِاللَّهِ وَ تَوْطِينِ نَفْسِهِ عَلَى لُزُومِ الْحَقِّ وَ الصَّبْرِ عَلَيْهِ فِيمَا خَفَّ عَلَيْهِ أَوْ ثَقُلَ فَوَلِّ مِنْ جُنُودِكَ أَنْصَحَهُمْ فِي نَفْسِكَ لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ وَ لِإِمَامِكَ وَ أَنْقَاهُمْ جَيْباً وَ أَفْضَلَهُمْ حِلْماً مِمَّنْ يُبْطِئُ عَنِ الْغَضَبِ وَ يَسْتَرِيحُ إِلَى الْعُذْرِ وَ يَرْأَفُ بِالضُّعَفَاءِ وَ يَنْبُو عَلَى الْأَقْوِيَاءِ وَ مِمَّنْ لَا يُثِيرُهُ الْعُنْفُ وَ لَا يَقْعُدُ بِهِ الضَّعْفُ ثُمَّ الْصَقْ بِذَوِي الْمُرُوءَاتِ وَ الْأَحْسَابِ وَ أَهْلِ الْبُيُوتَاتِ الصَّالِحَةِ وَ السَّوَابِقِ الْحَسَنَةِ ثُمَّ أَهْلِ النَّجْدَةِ وَ الشَّجَاعَةِ وَ السَّخَاءِ وَ السَّمَاحَةِ فَإِنَّهُمْ جِمَاعٌ مِنَ الْكَرَمِ وَ شُعَبٌ مِنَ الْعُرْفِ ثُمَّ تَفَقَّدْ مِنْ أُمُورِهِمْ مَا يَتَفَقَّدُ الْوَالِدَانِ مِنْ وَلَدِهِمَا وَ لَا يَتَفَاقَمَنَّ فِي نَفْسِكَ شَيْ‏ءٌ قَوَّيْتَهُمْ بِهِ وَ لَا تَحْقِرَنَّ لُطْفاً تَعَاهَدْتَهُمْ بِهِ وَ إِنْ قَلَّ فَإِنَّهُ دَاعِيَةٌ لَهُمْ إِلَى بَذْلِ النَّصِيحَةِ لَكَ وَ حُسْنِ الظَّنِّ بِكَ وَ لَا تَدَعْ تَفَقُّدَ لَطِيفِ أُمُورِهِمُ اتِّكَالًا عَلَى جَسِيمِهَا فَإِنَّ لِلْيَسِيرِ مِنْ لُطْفِكَ مَوْضِعاً يَنْتَفِعُونَ بِهِ وَ لِلْجَسِيمِ مَوْقِعاً لَا يَسْتَغْنُونَ عَنْهُ وَ لْيَكُنْ آثَرُ رُءُوسِ جُنْدِكَ عِنْدَكَ مَنْ وَاسَاهُمْ فِي مَعُونَتِهِ وَ أَفْضَلَ عَلَيْهِمْ مِنْ جِدَتِهِ بِمَا يَسَعُهُمْ وَ يَسَعُ مَنْ وَرَاءَهُمْ مِنْ خُلُوفِ أَهْلِيهِمْ حَتَّى يَكُونَ هَمُّهُمْ هَمّاً وَاحِداً فِي جِهَادِ الْعَدُوِّ فَإِنَّ عَطْفَكَ عَلَيْهِمْ يَعْطِفُ قُلُوبَهُمْ عَلَيْكَ وَ إِنَّ أَفْضَلَ قُرَّةِ عَيْنِ الْوُلَاةِ اسْتِقَامَةُ الْعَدْلِ فِي الْبِلَادِ وَ ظُهُورُ مَوَدَّةِ الرَّعِيَّةِ و إِنَّهُ لَا تَظْهَرُ مَوَدَّتُهُمْ إِلَّا بِسَلَامَةِ صُدُورِهِمْ وَ لَا تَصِحُّ نَصِيحَتُهُمْ إِلَّا بِحِيطَتِهِمْ عَلَى وُلَاةِ الْأُمُورِ وَ قِلَّةِ اسْتِثْقَالِ دُوَلِهِمْ وَ تَرْكِ اسْتِبْطَاءِ انْقِطَاعِ مُدَّتِهِمْ فَافْسَحْ فِي آمَالِهِمْ وَ وَاصِلْ فِي حُسْنِ الثَّنَاءِ عَلَيْهِمْ وَ تَعْدِيدِ مَا أَبْلَى ذَوُو الْبَلَاءِ مِنْهُمْ فَإِنَّ كَثْرَةَ الذِّكْرِ لِحُسْنِ أَفْعَالِهِمْ تَهُزُّ الشُّجَاعَ وَ تُحَرِّضُ النَّاكِلَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ اعْرِفْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا أَبْلَى وَ لَا تَضُمَّنَّ بَلَاءَ امْرِئٍ إِلَى غَيْرِهِ وَ لَا تُقَصِّرَنَّ بِهِ دُونَ غَايَةِ بَلَائِهِ وَ لَا يَدْعُوَنَّكَ شَرَفُ امْرِئٍ إِلَى أَنْ تُعْظِمَ مِنْ بَلَائِهِ مَا كَانَ صَغِيراً وَ لَا ضَعَةُ امْرِئٍ إِلَى أَنْ تَسْتَصْغِرَ مِنْ بَلَائِهِ مَا كَانَ عَظِيماً وَ ارْدُدْ إِلَى اللَّهِ وَ رَسُولِهِ مَا يُضْلِعُكَ مِنَ الْخُطُوبِ وَ يَشْتَبِهُ عَلَيْكَ مِنَ الْأُمُورِ فَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِقَوْمٍ أَحَبَّ إِرْشَادَهُمْ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْ‏ءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَ الرَّسُولِ فَالرَّدُّ إِلَى اللَّهِ الْأَخْذُ بِمُحْكَمِ كِتَابِهِ وَ الرَّدُّ إِلَى الرَّسُولِ الْأَخْذُ بِسُنَّتِهِ الْجَامِعَةِ غَيْرِ الْمُفَرِّقَةِ ثُمَّ اخْتَرْ لِلْحُكْمِ بَيْنَ النَّاسِ أَفْضَلَ رَعِيَّتِكَ فِي نَفْسِكَ مِمَّنْ لَا تَضِيقُ بِهِ الْأُمُورُ وَ لَا تُمَحِّكُهُ الْخُصُومُ وَ لَا يَتَمَادَى فِي الزَّلَّةِ وَ لَا يَحْصَرُ مِنَ الْفَيْ‏ءِ إِلَى الْحَقِّ إِذَا عَرَفَهُ وَ لَا تُشْرِفُ نَفْسُهُ عَلَى طَمَعٍ وَ لَا يَكْتَفِي بِأَدْنَى فَهْمٍ دُونَ أَقْصَاهُ وَ أَوْقَفَهُمْ فِي الشُّبُهَاتِ وَ آخَذَهُمْ بِالْحُجَجِ وَ أَقَلَّهُمْ تَبَرُّماً بِمُرَاجَعَةِ الْخَصْمِ وَ أَصْبَرَهُمْ عَلَى تَكَشُّفِ الْأُمُورِ وَ أَصْرَمَهُمْ عِنْدَ اتِّضَاحِ الْحُكْمِ مِمَّنْ لَا يَزْدَهِيهِ إِطْرَاءٌ وَ لَا يَسْتَمِيلُهُ إِغْرَاءٌ وَ أُولَئِكَ قَلِيلٌ ثُمَّ أَكْثِرْ تَعَاهُدَ قَضَائِهِ وَ افْسَحْ لَهُ فِي الْبَذْلِ مَا يُزِيلُ عِلَّتَهُ وَ تَقِلُّ مَعَهُ حَاجَتُهُ إِلَى النَّاسِ وَ أَعْطِهِ مِنَ الْمَنْزِلَةِ لَدَيْكَ مَا لَا يَطْمَعُ فِيهِ غَيْرُهُ مِنْ خَاصَّتِكَ لِيَأْمَنَ بِذَلِكَ اغْتِيَالَ الرِّجَالِ لَهُ عِنْدَكَ فَانْظُرْ فِي ذَلِكَ نَظَراً بَلِيغاً فَإِنَّ هَذَا الدِّينَ قَدْ كَانَ أَسِيراً فِي أَيْدِي الْأَشْرَارِ يُعْمَلُ فِيهِ بِالْهَوَى وَ تُطْلَبُ بِهِ الدُّنْيَا ثُمَّ انْظُرْ فِي أُمُورِ عُمَّالِكَ فَاسْتَعْمِلْهُمُ اخْتِبَاراً وَ لَا تُوَلِّهِمْ مُحَابَاةً وَ أَثَرَةً فَإِنَّهُمَا جِمَاعٌ مِنْ شُعَبِ الْجَوْرِ وَ الْخِيَانَةِ وَ تَوَخَّ مِنْهُمْ أَهْلَ التَّجْرِبَةِ وَ الْحَيَاءِ مِنْ أَهْلِ الْبُيُوتَاتِ الصَّالِحَةِ وَ الْقَدَمِ فِي الْإِسْلَامِ الْمُتَقَدِّمَةِ فَإِنَّهُمْ أَكْرَمُ أَخْلَاقاً وَ أَصَحُّ أَعْرَاضاً وَ أَقَلُّ فِي الْمَطَامِعِ إِشْرَاقاً وَ أَبْلَغُ فِي عَوَاقِبِ الْأُمُورِ نَظَراً ثُمَّ أَسْبِغْ عَلَيْهِمُ الْأَرْزَاقَ فَإِنَّ ذَلِكَ قُوَّةٌ لَهُمْ عَلَى اسْتِصْلَاحِ أَنْفُسِهِمْ وَ غِنًى لَهُمْ عَنْ تَنَاوُلِ مَا تَحْتَ أَيْدِيهِمْ وَ حُجَّةٌ عَلَيْهِمْ إِنْ خَالَفُوا أَمْرَكَ أَوْ ثَلَمُوا أَمَانَتَكَ ثُمَّ تَفَقَّدْ أَعْمَالَهُمْ وَ ابْعَثِ الْعُيُونَ مِنْ أَهْلِ الصِّدْقِ وَ الْوَفَاءِ عَلَيْهِمْ فَإِنَّ تَعَاهُدَكَ فِي السِّرِّ لِأُمُورِهِمْ حَدْوَةٌ لَهُمْ عَلَى اسْتِعْمَالِ الْأَمَانَةِ وَ الرِّفْقِ بِالرَّعِيَّةِ وَ تَحَفَّظْ مِنَ الْأَعْوَانِ فَإِنْ أَحَدٌ مِنْهُمْ بَسَطَ يَدَهُ إِلَى خِيَانَةٍ اجْتَمَعَتْ بِهَا عَلَيْهِ عِنْدَكَ أَخْبَارُ عُيُونِكَ اكْتَفَيْتَ بِذَلِكَ شَاهِداً فَبَسَطْتَ عَلَيْهِ الْعُقُوبَةَ فِي بَدَنِهِ وَ أَخَذْتَهُ بِمَا أَصَابَ مِنْ عَمَلِهِ ثُمَّ نَصَبْتَهُ بِمَقَامِ الْمَذَلَّةِ وَ وَسَمْتَهُ بِالْخِيَانَةِ وَ قَلَّدْتَهُ عَارَ التُّهَمَةِ وَ تَفَقَّدْ أَمْرَ الْخَرَاجِ بِمَا يُصْلِحُ أَهْلَهُ فَإِنَّ فِي صَلَاحِهِ وَ صَلَاحِهِمْ صَلَاحاً لِمَنْ سِوَاهُمْ وَ لَا صَلَاحَ لِمَنْ سِوَاهُمْ إِلَّا بِهِمْ لِأَنَّ النَّاسَ كُلَّهُمْ عِيَالٌ عَلَى الْخَرَاجِ وَ أَهْلِهِ وَ لْيَكُنْ نَظَرُكَ فِي عِمَارَةِ الْأَرْضِ أَبْلَغَ مِنْ نَظَرِكَ فِي اسْتِجْلَابِ الْخَرَاجِ لِأَنَّ ذَلِكَ لَا يُدْرَكُ إِلَّا بِالْعِمَارَةِ وَ مَنْ طَلَبَ الْخَرَاجَ بِغَيْرِ عِمَارَةٍ أَخْرَبَ الْبِلَادَ وَ أَهْلَكَ الْعِبَادَ وَ لَمْ يَسْتَقِمْ أَمْرُهُ إِلَّا قَلِيلًا فَإِنْ شَكَوْا ثِقَلًا أَوْ عِلَّةً أَوِ انْقِطَاعَ شِرْبٍ أَوْ بَالَّةٍ أَوْ إِحَالَةَ أَرْضٍ اغْتَمَرَهَا غَرَقٌ أَوْ أَجْحَفَ بِهَا عَطَشٌ خَفَّفْتَ عَنْهُمْ بِمَا تَرْجُو أَنْ يَصْلُحَ بِهِ أَمْرُهُمْ وَ لَا يَثْقُلَنَّ عَلَيْكَ شَيْ‏ءٌ خَفَّفْتَ بِهِ الْمَئُونَةَ عَنْهُمْ فَإِنَّهُ ذُخْرٌ يَعُودُونَ بِهِ عَلَيْكَ فِي عِمَارَةِ بِلَادِكَ وَ تَزْيِينِ وِلَايَتِكَ مَعَ اسْتِجْلَابِكَ حُسْنَ ثَنَائِهِمْ وَ تَبَجُّحِكَ بِاسْتِفَاضَةِ الْعَدْلِ فِيهِمْ مُعْتَمِداً فَضْلَ قُوَّتِهِمْ بِمَا ذَخَرْتَ عِنْدَهُمْ مِنْ إِجْمَامِكَ لَهُمْ وَ الثِّقَةَ مِنْهُمْ بِمَا عَوَّدْتَهُمْ مِنْ عَدْلِكَ عَلَيْهِمْ وَ رِفْقِكَ بِهِمْ فَرُبَّمَا حَدَثَ مِنَ الْأُمُورِ مَا إِذَا عَوَّلْتَ فِيهِ عَلَيْهِمْ مِنْ بَعْدُ احْتَمَلُوهُ طَيِّبَةً أَنْفُسُهُمْ بِهِ فَإِنَّ الْعُمْرَانَ مُحْتَمِلٌ مَا حَمَّلْتَهُ وَ إِنَّمَا يُؤْتَى خَرَابُ الْأَرْضِ مِنْ إِعْوَازِ أَهْلِهَا وَ إِنَّمَا يُعْوِزُ أَهْلُهَا لِإِشْرَافِ أَنْفُسِ الْوُلَاةِ عَلَى الْجَمْعِ وَ سُوءِ ظَنِّهِمْ بِالْبَقَاءِ وَ قِلَّةِ انْتِفَاعِهِمْ بِالْعِبَرِ ثُمَّ انْظُرْ فِي حَالِ كُتَّابِكَ فَوَلِّ عَلَى أُمُورِكَ خَيْرَهُمْ وَ اخْصُصْ رَسَائِلَكَ الَّتِي تُدْخِلُ فِيهَا مَكَايِدَكَ وَ أَسْرَارَكَ بِأَجْمَعِهِمْ لِوُجُوهِ صَالِحِ الْأَخْلَاقِ مِمَّنْ لَا تُبْطِرُهُ الْكَرَامَةُ فَيَجْتَرِئَ بِهَا عَلَيْكَ فِي خِلَافٍ لَكَ بِحَضْرَةِ مَلَإٍ وَ لَا تَقْصُرُ بِهِ الْغَفْلَةُ عَنْ إِيرَادِ مُكَاتَبَاتِ عُمِّالِكَ عَلَيْكَ وَ إِصْدَارِ جَوَابَاتِهَا عَلَى الصَّوَابِ عَنْكَ فِيمَا يَأْخُذُ لَكَ وَ يُعْطِي مِنْكَ وَ لَا يُضْعِفُ عَقْداً اعْتَقَدَهُ لَكَ وَ لَا يَعْجِزُ عَنْ إِطْلَاقِ مَا عُقِدَ عَلَيْكَ وَ لَا يَجْهَلُ مَبْلَغَ قَدْرِ نَفْسِهِ فِي الْأُمُورِ فَإِنَّ الْجَاهِلَ بِقَدْرِ نَفْسِهِ يَكُونُ بِقَدْرِ غَيْرِهِ أَجْهَلَ ثُمَّ لَا يَكُنِ اخْتِيَارُكَ إِيَّاهُمْ عَلَى فِرَاسَتِكَ وَ اسْتِنَامَتِكَ وَ حُسْنِ الظَّنِّ مِنْكَ فَإِنَّ الرِّجَالَ يَتَعَرَّضُونَ لِفِرَاسَاتِ الْوُلَاةِ بِتَصَنُّعِهِمْ وَ حُسْنِ خِدْمَتِهِمْ وَ لَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنَ النَّصِيحَةِ وَ الْأَمَانَةِ شَيْ‏ءٌ وَ لَكِنِ اخْتَبِرْهُمْ بِمَا وُلُّوا لِلصَّالِحِينَ قَبْلَكَ فَاعْمِدْ لِأَحْسَنِهِمْ كَانَ فِي الْعَامَّةِ أَثَراً وَ أَعْرَفِهِمْ بِالْأَمَانَةِ وَجْهاً فَإِنَّ ذَلِكَ دَلِيلٌ عَلَى نَصِيحَتِكَ لِلَّهِ وَ لِمَنْ وُلِّيتَ أَمْرَهُ وَ اجْعَلْ لِرَأْسِ كُلِّ أَمْرٍ مِنْ أُمُورِكَ رَأْساً مِنْهُمْ لَا يَقْهَرُهُ كَبِيرُهَا وَ لَا يَتَشَتَّتُ عَلَيْهِ كَثِيرُهَا وَ مَهْمَا كَانَ فِي كُتَّابِكَ مِنْ عَيْبٍ فَتَغَابَيْتَ عَنْهُ أُلْزِمْتَهُ ثُمَّ اسْتَوْصِ بِالتُّجَّارِ وَ ذَوِي الصِّنَاعَاتِ وَ أَوْصِ بِهِمْ خَيْراً الْمُقِيمِ مِنْهُمْ وَ الْمُضْطَرِبِ بِمَالِهِ وَ الْمُتَرَفِّقِ بِبَدَنِهِ فَإِنَّهُمْ مَوَادُّ الْمَنَافِعِ وَ أَسْبَابُ الْمَرَافِقِ وَ جُلَّابُهَا مِنَ الْمَبَاعِدِ وَ الْمَطَارِحِ فِي بَرِّكَ وَ بَحْرِكَ وَ سَهْلِكَ وَ جَبَلِكَ وَ حَيْثُ لَا يَلْتَئِمُ النَّاسُ لِمَوَاضِعِهَا وَ لَا يَجْتَرِءُونَ عَلَيْهَا فَإِنَّهُمْ سِلْمٌ لَا تُخَافُ بَائِقَتُهُ وَ صُلْحٌ لَا تُخْشَى غَائِلَتُهُ وَ تَفَقَّدْ أُمُورَهُمْ بِحَضْرَتِكَ وَ فِي حَوَاشِي بِلَادِكَ وَ اعْلَمْ مَعَ ذَلِكَ أَنَّ فِي كَثِيرٍ مِنْهُمْ ضِيقاً فَاحِشاً وَ شُحّاً قَبِيحاً وَ احْتِكَاراً لِلْمَنَافِعِ وَ تَحَكُّماً فِي الْبِيَاعَاتِ وَ ذَلِكَ بَابُ مَضَرَّةٍ لِلْعَامَّةِ وَ عَيْبٌ عَلَى الْوُلَاةِ فَامْنَعْ مِنَ الِاحْتِكَارِ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) مَنَعَ مِنْهُ وَ لْيَكُنِ الْبَيْعُ بَيْعاً سَمْحاً بِمَوَازِينِ عَدْلٍ وَ أَسْعَارٍ لَا تُجْحِفُ بِالْفَرِيقَيْنِ مِنَ الْبَائِعِ وَ الْمُبْتَاعِ فَمَنْ قَارَفَ حُكْرَةً بَعْدَ نَهْيِكَ إِيَّاهُ فَنَكِّلْ بِهِ وَ عَاقِبْهُ فِي غَيْرِ إِسْرَافٍ ثُمَّ اللَّهَ اللَّهَ فِي الطَّبَقَةِ السُّفْلَى مِنَ الَّذِينَ لَا حِيلَةَ لَهُمْ مِنَ الْمَسَاكِينِ وَ الْمُحْتَاجِينَ وَ أَهْلِ الْبُؤْسَى وَ الزَّمْنَى فَإِنَّ فِي هَذِهِ الطَّبَقَةِ قَانِعاً وَ مُعْتَرّاً وَ احْفَظِ لِلَّهِ مَا اسْتَحْفَظَكَ مِنْ حَقِّهِ فِيهِمْ وَ اجْعَلْ لَهُمْ قِسْماً مِنْ بَيْتِ مَالِكِ وَ قِسْماً مِنْ غَلَّاتِ صَوَافِي الْإِسْلَامِ فِي كُلِّ بَلَدٍ فَإِنَّ لِلْأَقْصَى مِنْهُمْ مِثْلَ الَّذِي لِلْأَدْنَى وَ كُلٌّ قَدِ اسْتُرْعِيتَ حَقَّهُ وَ لَا يَشْغَلَنَّكَ عَنْهُمْ بَطَرٌ فَإِنَّكَ لَا تُعْذَرُ بِتَضْيِيعِكَ التَّافِهَ لِإِحْكَامِكَ الْكَثِيرَ الْمُهِمَّ فَلَا تُشْخِصْ هَمَّكَ عَنْهُمْ وَ لَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لَهُمْ وَ تَفَقَّدْ أُمُورَ مَنْ لَا يَصِلُ إِلَيْكَ مِنْهُمْ مِمَّنْ تَقْتَحِمُهُ الْعُيُونُ وَ تَحْقِرُهُ الرِّجَالُ فَفَرِّغْ لِأُولَئِكَ ثِقَتَكَ مِنْ أَهْلِ الْخَشْيَةِ وَ التَّوَاضُعِ فَلْيَرْفَعْ إِلَيْكَ أُمُورَهُمْ ثُمَّ اعْمَلْ فِيهِمْ بِالْإِعْذَارِ إِلَى اللَّهِ يَوْمَ تَلْقَاهُ فَإِنَّ هَؤُلَاءِ مِنْ بَيْنِ الرَّعِيَّةِ أَحْوَجُ إِلَى الْإِنْصَافِ مِنْ غَيْرِهِمْ وَ كُلٌّ فَأَعْذِرْ إِلَى اللَّهِ فِي تَأْدِيَةِ حَقِّهِ إِلَيْهِ وَ تَعَهَّدْ أَهْلَ الْيُتْمِ وَ ذَوِي الرِّقَّةِ فِي السِّنِّ مِمَّنْ لَا حِيلَةَ لَهُ وَ لَا يَنْصِبُ لِلْمَسْأَلَةِ نَفْسَهُ وَ ذَلِكَ عَلَى الْوُلَاةِ ثَقِيلٌ وَ الْحَقُّ كُلُّهُ ثَقِيلٌ وَ قَدْ يُخَفِّفُهُ اللَّهُ عَلَى أَقْوَامٍ طَلَبُوا الْعَاقِبَةَ فَصَبَّرُوا أَنْفُسَهُمْ وَ وَثِقُوا بِصِدْقِ مَوْعُودِ اللَّهِ لَهُمْ وَ اجْعَلْ لِذَوِي الْحَاجَاتِ مِنْكَ قِسْماً تُفَرِّغُ لَهُمْ فِيهِ شَخْصَكَ وَ تَجْلِسُ لَهُمْ مَجْلِساً عَامّاً فَتَتَوَاضَعُ فِيهِ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَكَ وَ تُقْعِدُ عَنْهُمْ جُنْدَكَ وَ أَعْوَانَكَ مِنْ أَحْرَاسِكَ وَ شُرَطِكَ حَتَّى يُكَلِّمَكَ مُتَكَلِّمُهُمْ غَيْرَ مُتَتَعْتِعٍ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) يَقُولُ فِي غَيْرِ مَوْطِنٍ لَنْ تُقَدَّسَ أُمَّةٌ لَا يُؤْخَذُ لِلضَّعِيفِ فِيهَا حَقُّهُ مِنَ الْقَوِيِّ غَيْرَ مُتَتَعْتِعٍ ثُمَّ احْتَمِلِ الْخُرْقَ مِنْهُمْ وَ الْعِيَّ وَ نَحِّ عَنْهُمُ الضِّيقَ وَ الْأَنَفَ يَبْسُطِ اللَّهُ عَلَيْكَ بِذَلِكَ أَكْنَافَ رَحْمَتِهِ وَ يُوجِبْ لَكَ ثَوَابَ طَاعَتِهِ وَ أَعْطِ مَا أَعْطَيْتَ هَنِيئاً وَ امْنَعْ فِي إِجْمَالٍ وَ إِعْذَارٍ ثُمَّ أُمُورٌ مِنْ أُمُورِكَ لَا بُدَّ لَكَ مِنْ مُبَاشَرَتِهَا مِنْهَا إِجَابَةُ عُمَّالِكَ بِمَا يَعْيَا عَنْهُ كُتَّابُكَ وَ مِنْهَا إِصْدَارُ حَاجَاتِ النَّاسِ يَوْمَ وُرُودِهَا عَلَيْكَ بِمَا تَحْرَجُ بِهِ صُدُورُ أَعْوَانِكَ وَ أَمْضِ لِكُلِّ يَوْمٍ عَمَلَهُ فَإِنَّ لِكُلِّ يَوْمٍ مَا فِيهِ وَ اجْعَلْ لِنَفْسِكَ فِيمَا بَيْنَكَ وَ بَيْنَ اللَّهِ أَفْضَلَ تِلْكَ الْمَوَاقِيتِ وَ أَجْزَلَ تِلْكَ الْأَقْسَامِ وَ إِنْ كَانَتْ كُلُّهَا لِلَّهِ إِذَا صَلَحَتْ فِيهَا النِّيَّةُ وَ سَلِمَتْ مِنْهَا الرَّعِيَّةُ وَ لْيَكُنْ فِي خَاصَّةِ مَا تُخْلِصُ بِهِ لِلَّهِ دِينَكَ إِقَامَةُ فَرَائِضِهِ الَّتِي هِيَ لَهُ خَاصَّةً فَأَعْطِ اللَّهَ مِنْ بَدَنِكَ فِي لَيْلِكَ وَ نَهَارِكَ وَ وَفِّ مَا تَقَرَّبْتَ بِهِ إِلَى اللَّهِ مِنْ ذَلِكَ كَامِلًا غَيْرَ مَثْلُومٍ وَ لَا مَنْقُوصٍ بَالِغاً مِنْ بَدَنِكَ مَا بَلَغَ وَ إِذَا قُمْتَ فِي صَلَاتِكَ لِلنَّاسِ فَلَا تَكُونَنَّ مُنَفِّراً وَ لَا مُضَيِّعاً فَإِنَّ فِي النَّاسِ مَنْ بِهِ الْعِلَّةُ وَ لَهُ الْحَاجَةُ وَ قَدْ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) حِينَ وَجَّهَنِي إِلَى الْيَمَنِ كَيْفَ أُصَلِّي بِهِمْ فَقَالَ صَلِّ بِهِمْ كَصَلَاةِ أَضْعَفِهِمْ وَ كُنْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً وَ أَمَّا بَعْدُ فَلَا تُطَوِّلَنَّ احْتِجَابَكَ عَنْ رَعِيَّتِكَ فَإِنَّ احْتِجَابَ الْوُلَاةِ عَنِ الرَّعِيَّةِ شُعْبَةٌ مِنَ الضِّيقِ وَ قِلَّةُ عِلْمٍ بِالْأُمُورِ وَ الِاحْتِجَابُ مِنْهُمْ يَقْطَعُ عَنْهُمْ عِلْمَ مَا احْتَجَبُوا دُونَهُ فَيَصْغُرُ عِنْدَهُمُ الْكَبِيرُ وَ يَعْظُمُ الصَّغِيرُ وَ يَقْبُحُ الْحَسَنُ وَ يَحْسُنُ الْقَبِيحُ وَ يُشَابُ الْحَقُّ بِالْبَاطِلِ وَ إِنَّمَا الْوَالِي بَشَرٌ لَا يَعْرِفُ مَا تَوَارَى عَنْهُ النَّاسُ بِهِ مِنَ الْأُمُورِ وَ لَيْسَتْ عَلَى الْحَقِّ سِمَاتٌ تُعْرَفُ بِهَا ضُرُوبُ الصِّدْقِ مِنَ الْكَذِبِ وَ إِنَّمَا أَنْتَ أَحَدُ رَجُلَيْنِ إِمَّا امْرُؤٌ سَخَتْ نَفْسُكَ بِالْبَذْلِ فِي الْحَقِّ فَفِيمَ احْتِجَابُكَ مِنْ وَاجِبِ حَقٍّ تُعْطِيهِ أَوْ فِعْلٍ كَرِيمٍ تُسْدِيهِ أَوْ مُبْتَلًى بِالْمَنْعِ فَمَا أَسْرَعَ كَفَّ النَّاسِ عَنْ مَسْأَلَتِكَ إِذَا أَيِسُوا مِنْ بَذْلِكَ مَعَ أَنَّ أَكْثَرَ حَاجَاتِ النَّاسِ إِلَيْكَ مِمَّا لَا مَئُونَةَ فِيهِ عَلَيْكَ مِنْ شَكَاةِ مَظْلِمَةٍ أَوْ طَلَبِ إِنْصَافٍ فِي مُعَامَلَةٍ ثُمَّ إِنَّ لِلْوَالِي خَاصَّةً وَ بِطَانَةً فِيهِمُ اسْتِئْثَارٌ وَ تَطَاوُلٌ وَ قِلَّةُ إِنْصَافٍ فِي مُعَامَلَةٍ فَاحْسِمْ مَادَّةَ أُولَئِكَ بِقَطْعِ أَسْبَابِ تِلْكَ الْأَحْوَالِ وَ لَا تُقْطِعَنَّ لِأَحَدٍ مِنْ حَاشِيَتِكَ وَ حَامَّتِكَ قَطِيعَةً وَ لَا يَطْمَعَنَّ مِنْكَ فِي اعْتِقَادِ عُقْدَةٍ تَضُرُّ بِمَنْ يَلِيهَا مِنَ النَّاسِ فِي شِرْبٍ أَوْ عَمَلٍ مُشْتَرَكٍ يَحْمِلُونَ مَئُونَتَهُ عَلَى غَيْرِهِمْ فَيَكُونَ مَهْنَأُ ذَلِكَ لَهُمْ دُونَكَ وَ عَيْبُهُ عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ وَ أَلْزِمِ الْحَقَّ مَنْ لَزِمَهُ مِنَ الْقَرِيبِ وَ الْبَعِيدِ وَ كُنْ فِي ذَلِكَ صَابِراً مُحْتَسِباً وَاقِعاً ذَلِكَ مِنْ قَرَابَتِكَ وَ خَاصَّتِكَ حَيْثُ وَقَعَ وَ ابْتَغِ عَاقِبَتَهُ بِمَا يَثْقُلُ عَلَيْكَ مِنْهُ فَإِنَّ مَغَبَّةَ ذَلِكَ مَحْمُودَةٌ وَ إِنْ ظَنَّتِ الرَّعِيَّةُ بِكَ حَيْفاً فَأَصْحِرْ لَهُمْ بِعُذْرِكَ وَ اعْدِلْ عَنْكَ ظُنُونَهُمْ بِإِصْحَارِكَ فَإِنَّ فِي ذَلِكَ رِيَاضَةً مِنْكَ لِنَفْسِكَ وَ رِفْقاً بِرَعِيَّتِكَ وَ إِعْذَاراً تَبْلُغُ بِهِ حَاجَتَكَ مِنْ تَقْوِيمِهِمْ عَلَى الْحَقِّ وَ لَا تَدْفَعَنَّ صُلْحاً دَعَاكَ إِلَيْهِ عَدُوُّكَ و لِلَّهِ فِيهِ رِضًا فَإِنَّ فِي الصُّلْحِ دَعَةً لِجُنُودِكَ وَ رَاحَةً مِنْ هُمُومِكَ وَ أَمْناً لِبِلَادِكَ وَ لَكِنِ الْحَذَرَ كُلَّ الْحَذَرِ مِنْ عَدُوِّكَ بَعْدَ صُلْحِهِ فَإِنَّ الْعَدُوَّ رُبَّمَا قَارَبَ لِيَتَغَفَّلَ فَخُذْ بِالْحَزْمِ وَ اتَّهِمْ فِي ذَلِكَ حُسْنَ الظَّنِّ وَ إِنْ عَقَدْتَ بَيْنَكَ وَ بَيْنَ عَدُوِّكَ عُقْدَةً أَوْ أَلْبَسْتَهُ مِنْكَ ذِمَّةً فَحُطْ عَهْدَكَ بِالْوَفَاءِ وَ ارْعَ ذِمَّتَكَ بِالْأَمَانَةِ وَ اجْعَلْ نَفْسَكَ جُنَّةً دُونَ مَا أَعْطَيْتَ فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ فَرَائِضِ اللَّهِ شَيْ‏ءٌ النَّاسُ أَشَدُّ عَلَيْهِ اجْتِمَاعاً مَعَ تَفَرُّقِ أَهْوَائِهِمْ وَ تَشَتُّتِ آرَائِهِمْ مِنْ تَعْظِيمِ الْوَفَاءِ بِالْعُهُودِ وَ قَدْ لَزِمَ ذَلِكَ الْمُشْرِكُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ دُونَ الْمُسْلِمِينَ لِمَا اسْتَوْبَلُوا مِنْ عَوَاقِبِ الْغَدْرِ فَلَا تَغْدِرَنَّ بِذِمَّتِكَ وَ لَا تَخِيسَنَّ بِعَهْدِكَ وَ لَا تَخْتِلَنَّ عَدُوَّكَ فَإِنَّهُ لَا يَجْتَرِئُ عَلَى اللَّهِ إِلَّا جَاهِلٌ شَقِيٌّ وَ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ عَهْدَهُ وَ ذِمَّتَهُ أَمْناً أَفْضَاهُ بَيْنَ الْعِبَادِ بِرَحْمَتِهِ وَ حَرِيماً يَسْكُنُونَ إِلَى مَنَعَتِهِ وَ يَسْتَفِيضُونَ إِلَى جِوَارِهِ فَلَا إِدْغَالَ وَ لَا مُدَالَسَةَ وَ لَا خِدَاعَ فِيهِ وَ لَا تَعْقِدْ عَقْداً تُجَوِّزُ فِيهِ الْعِلَلَ وَ لَا تُعَوِّلَنَّ عَلَى لَحْنِ قَوْلٍ بَعْدَ التَّأْكِيدِ وَ التَّوْثِقَةِ وَ لَا يَدْعُوَنَّكَ ضِيقُ أَمْرٍ لَزِمَكَ فِيهِ عَهْدُ اللَّهِ إِلَى طَلَبِ انْفِسَاخِهِ بِغَيْرِ الْحَقِّ فَإِنَّ صَبْرَكَ عَلَى ضِيقِ أَمْرٍ تَرْجُو انْفِرَاجَهُ وَ فَضْلَ عَاقِبَتِهِ خَيْرٌ مِنْ غَدْرٍ تَخَافُ تَبِعَتَهُ وَ أَنْ تُحِيطَ بِكَ مِنَ اللَّهِ فِيهِ طِلْبَةٌ لَا تَسْتَقْبِلُ فِيهَا دُنْيَاكَ وَ لَا آخِرَتَكَ إِيَّاكَ وَ الدِّمَاءَ وَ سَفْكَهَا بِغَيْرِ حِلِّهَا فَإِنَّهُ لَيْسَ شَيْ‏ءٌ أَدْعَى لِنِقْمَةٍ وَ لَا أَعْظَمَ لِتَبِعَةٍ وَ لَا أَحْرَى بِزَوَالِ نِعْمَةٍ وَ انْقِطَاعِ مُدَّةٍ مِنْ سَفْكِ الدِّمَاءِ بِغَيْرِ حَقِّهَا وَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ مُبْتَدِئٌ بِالْحُكْمِ بَيْنَ الْعِبَادِ فِيمَا تَسَافَكُوا مِنَ الدِّمَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَلَا تُقَوِّيَنَّ سُلْطَانَكَ بِسَفْكِ دَمٍ حَرَامٍ فَإِنَّ ذَلِكَ مِمَّا يُضْعِفُهُ وَ يُوهِنُهُ بَلْ يُزِيلُهُ وَ يَنْقُلُهُ وَ لَا عُذْرَ لَكَ عِنْدَ اللَّهِ وَ لَا عِنْدِي فِي قَتْلِ الْعَمْدِ لِأَنَّ فِيهِ قَوَدَ الْبَدَنِ وَ إِنِ ابْتُلِيتَ بِخَطَإٍ وَ أَفْرَطَ عَلَيْكَ سَوْطُكَ أَوْ سَيْفُكَ أَوْ يَدُكَ بِالْعُقُوبَةِ فَإِنَّ فِي الْوَكْزَةِ فَمَا فَوْقَهَا مَقْتَلَةً فَلَا تَطْمَحَنَّ بِكَ نَخْوَةُ سُلْطَانِكَ عَنْ أَنْ تُؤَدِّيَ إِلَى أَوْلِيَاءِ الْمَقْتُولِ حَقَّهُمْ وَ إِيَّاكَ وَ الْإِعْجَابَ بِنَفْسِكَ وَ الثِّقَةَ بِمَا يُعْجِبُكَ مِنْهَا وَ حُبَّ الْإِطْرَاءِ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ أَوْثَقِ فُرَصِ الشَّيْطَانِ فِي نَفْسِهِ لِيَمْحَقَ مَا يَكُونُ مِنْ إِحْسَانِ الْمُحْسِنِينَ وَ إِيَّاكَ وَ الْمَنَّ عَلَى رَعِيَّتِكَ بِإِحْسَانِكَ أَوِ التَّزَيُّدَ فِيمَا كَانَ مِنْ فِعْلِكَ أَوْ أَنْ تَعِدَهُمْ فَتُتْبِعَ مَوْعِدَكَ بِخُلْفِكَ فَإِنَّ الْمَنَّ يُبْطِلُ الْإِحْسَانَ وَ التَّزَيُّدَ يَذْهَبُ بِنُورِ الْحَقِّ وَ الْخُلْفَ يُوجِبُ الْمَقْتَ عِنْدَ اللَّهِ وَ النَّاسِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ وَ إِيَّاكَ وَ الْعَجَلَةَ بِالْأُمُورِ قَبْلَ أَوَانِهَا أَوِ التَّسَقُّطَ فِيهَا عِنْدَ إِمْكَانِهَا أَوِ اللَّجَاجَةَ فِيهَا إِذَا تَنَكَّرَتْ أَوِ الْوَهْنَ عَنْهَا إِذَا اسْتَوْضَحَتْ فَضَعْ كُلَّ أَمْرٍ مَوْضِعَهُ وَ أَوْقِعْ كُلَّ أَمْرٍ مَوْقِعَهُ وَ إِيَّاكَ وَ الِاسْتِئْثَارَ بِمَا النَّاسُ فِيهِ أُسْوَةٌ وَ التَّغَابِيَ عَمَّا تُعْنَى بِهِ مِمَّا قَدْ وَضَحَ لِلْعُيُونِ فَإِنَّهُ مَأْخُوذٌ مِنْكَ لِغَيْرِكَ وَ عَمَّا قَلِيلٍ تَنْكَشِفُ عَنْكَ أَغْطِيَةُ الْأُمُورِ وَ يُنْتَصَفُ مِنْكَ لِلْمَظْلُومِ امْلِكْ حَمِيَّةَ أَنْفِكَ وَ سَوْرَةَ حَدِّكَ وَ سَطْوَةَ يَدِكَ وَ غَرْبَ لِسَانِكَ وَ احْتَرِسْ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ بِكَفِّ الْبَادِرَةِ وَ تَأْخِيرِ السَّطْوَةِ حَتَّى يَسْكُنَ غَضَبُكَ فَتَمْلِكَ الِاخْتِيَارَ وَ لَنْ تَحْكُمَ ذَلِكَ مِنْ نَفْسِكَ حَتَّى تُكْثِرَ هُمُومَكَ بِذِكْرِ الْمَعَادِ إِلَى رَبِّكَ وَ الْوَاجِبُ عَلَيْكَ أَنْ تَتَذَكَّرَ مَا مَضَى لِمَنْ تَقَدَّمَكَ مِنْ حُكُومَةٍ عَادِلَةٍ أَوْ سُنَّةٍ فَاضِلَةٍ أَوْ أَثَرٍ عَنْ نَبِيِّنَا ( صلى الله عليه وآله ) أَوْ فَرِيضَةٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ فَتَقْتَدِيَ بِمَا شَاهَدْتَ مِمَّا عَمِلْنَا بِهِ فِيهَا وَ تَجْتَهِدَ لِنَفْسِكَ فِي اتِّبَاعِ مَا عَهِدْتُ إِلَيْكَ فِي عَهْدِي هَذَا وَ اسْتَوْثَقْتُ بِهِ مِنَ الْحُجَّةِ لِنَفْسِي عَلَيْكَ لِكَيْلَا تَكُونَ لَكَ عِلَّةٌ عِنْدَ تَسَرُّعِ نَفْسِكَ إِلَى هَوَاهَا وَ أَنَا أَسْأَلُ اللَّهَ بِسَعَةِ رَحْمَتِهِ وَ عَظِيمِ قُدْرَتِهِ عَلَى إِعْطَاءِ كُلِّ رَغْبَةٍ أَنْ يُوَفِّقَنِي وَ إِيَّاكَ لِمَا فِيهِ رِضَاهُ مِنَ الْإِقَامَةِ عَلَى الْعُذْرِ الْوَاضِحِ إِلَيْهِ وَ إِلَى خَلْقِهِ مَعَ حُسْنِ الثَّنَاءِ فِي الْعِبَادِ وَ جَمِيلِ الْأَثَرِ فِي الْبِلَادِ وَ تَمَامِ النِّعْمَةِ وَ تَضْعِيفِ الْكَرَامَةِ وَ أَنْ يَخْتِمَ لِي وَ لَكَ بِالسَّعَادَةِ وَ الشَّهَادَةِ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ وَ السَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ وَ سَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً وَ السَّلَامُ .
ترجمه :
اين فرمانى است كه بنده خدا امير المؤمنين در پيمانش به مالك بن حارث‏ اشتر زمانى كه او را به فرمانروايى مصر برگزيد دستور داد، تا مالياتهاى آن را جمع كند، و با دشمنش جهاد نمايد، و به اصلاح اهلش برخيزد، و شهرهايش را آباد سازد. او را فرمان مى‏دهد به تقواى الهى، و مقدم داشتن طاعت خدا، و پيروى آنچه را كه خداوند در كتابش از واجبات و سنّت‏هاى خود امر فرموده، كه كسى جز به پيروى آنها خوشبخت نمى‏شود، و جز به انكار و ضايع نمودن آنها بدبخت نمى‏گردد، و ديگر آنكه خداوند سبحان را به قلب و دست و زبانش يارى كند، زيرا خداوند يارى يارى كننده خود، و عزّت آن كس را كه او را عزيز بدارد ضامن شده. او را دستور مى‏دهد كه نفس را به وقت خواسته‏هاى نابجا درهم شكند، و آن را به هنگام سركشى‏ها باز دارد، كه نفس امر كننده به بدى است مگر خداوند رحم نمايد. اى مالك، آگاه باش كه تو را به شهرهايى روانه كردم كه پيش از تو فرمانروايانى در آن به عدالت و ستم حكومت كردند، و مردم به وضع تو به همان صورت مى‏نگرند كه‏ توبه حاكمان پيش از خود مى‏نگريسته‏اى، و همان را در حق تو مى‏گويند كه تو در باره حاكمان گذشته مصر مى‏گفته‏اى، شايستگان را به ذكر خيرى كه خداوند بر زبان بندگانش جارى مى‏كند مى‏توان شناخت. پس بايد محبوبترين اندوخته‏ها در نزد تو عمل صالح باشد. بنا بر اين بر هواهايت مسلط باش، نسبت به خود از آنچه بر تو حلال نيست بخل بورز، زيرا بخل به خود انصاف دادن از خود است در رابطه با آنچه محبوب يا منفور انسان است. مهربانى و محبت و لطف به رعيت را شعار قلب خود قرار ده، بر رعيت همچون حيوان درنده مباش كه خوردن آنان را غنيمت دانى، كه رعيت بر دو گروهند: يا برادر دينى تواند، يا انسانهايى مانند تو، كه خطاهايى از آنان سر مى‏زند، علل گناهى بر آنان عارض مى‏شود، و گناهانى از آنان به عمد يا اشتباه بروز مى‏كند، پس همان گونه كه علاقه دارى خداوند بخشش و چشم پوشى را به تو عنايت نمايد رعيت را مورد عفو و چشم پوشى قرار بده، چرا كه تو از نظر قدرت برتر از آنانى، و آن كه بر تو ولايت دارد بالاتر از تو مى‏باشد، و خداوند برتر از آن كسى كه تو را والى مصر نموده، خداوند كفايت امور رعيّت را از تو خواسته، و به خاطر آنان تو را در عرصه آزمايش قرار داده. خود را در موقف جنگ با خدا قرار مده، كه تو را تحمّل كيفر او نيست، و از عفو و رحمتش بى‏نياز نمى‏باشى. از گذشتى كه از مردم كرده‏اى پشيمان مشو، و بر كيفرى كه داده‏اى شاد مباش، و به خشمى كه راه بيرون رفتن از آن وجود دارد شتاب مكن، و فرياد مزن كه من بر شما گمارده‏ام، فرمان مى‏دهم بايد اطاعت شوم، كه اين وضع موجب فساد دل، و كاهش و ضعف دين، و باعث نزديك شدن زوال قدرت است. هرگاه حكومت براى تو خود بزرگ بينى و كبر به وجود آورد، به بزرگى سلطنت خداوند كه فوق توست و قدرتى كه بر تو دارد و تو را بر خودت آن قدرت و توانايى نيست نظر كن، كه اين نظر كبر و غرورت را مى‏نشاند، و تندى و شدت را از تو باز مى‏دارد، و عقل از دست رفته را به تو باز مى‏گرداند. از برابر داشتن خود با عظمت حق، و از تشبّه خود با جبروت خداوند بر حذر باش، كه حضرت او هر گردنكشى را خوار، و هر متكبرى را بى‏ارزش و پست مى‏كند. خدا و مردم را از جانب خود و خواص از خاندانت و كسانى از رعيتت كه به او علاقه دارى انصاف ده، كه اگر انصاف ندهى ستم كرده‏اى، و هر كه به بندگان خدا ستم كند خداوند به جاى بندگان ستمديده خصم او مى‏باشد، و هر كه خداوند خصم او باشد عذرش را باطل كند، و شخص ستمكار محارب با خداست تا وقتى كه از ستم دست بردارد و توبه كند. چيزى در تغيير نعمت خدا، و سرعت دادن به عقوبت او قوى‏تر از ستمكارى نيست، كه خداوند شنواى دعاى ستمديدگان، و در كمين ستمكاران است. بايد محبوبترين امور نزد تو ميانه‏ترينش در حق، و همگانى‏ترينش در عدالت، و جامع‏ترينش در خشنودى رعيت باشد، چرا كه خشم عموم خشنودى خواص را بى‏نتيجه مى‏كند، و خشم خواص در برابر خشنودى عموم بى‏اثر است. و به وقت آسانى و رفاه احدى از رعيّت بر والى پر خرج‏تر، و زمان‏ مشكلات كم يارى تر، و هنگام انصاف ناخشنودتر، و در خواهش و خواسته با اصرارتر، و زمان بخشش كم سپاس‏تر، و وقت منع از عطا دير عذر پذيرتر، و در حوادث روزگار بى‏صبرتر از خواص نيست. همانا ستون دين، و جمعيّت مسلمانان، و مهيا شدگان براى جنگ با دشمن توده مردمند، پس بايد توجه و ميل تو به آنان باشد. بايد دورترين رعيّت تو از حريم تو، و در شدّت كينه تو نسبت به او كسى باشد كه در حق مردم عيب جوتر است، زيرا در مردم عيوبى هست كه والى در پوشاندن آن عيوب از همه كس سزاوارتر است، پس در رابطه با عيوبى كه از مردم بر تو پنهان است كنجكاوى مكن، چرا كه فقط در آنچه از عيوب مردم نزد تو معلوم است وظيفه اصلاح دارى، و نسبت به آنچه از عيوب رعيّت بر تو پنهان است خداوند داورى مى‏كند. پس تا مى‏توانى عيوب مردم را بپوشان، تا خداوند عيوب تو را كه علاقه دارى از مردم پوشيده بماند. پرده پوشى كند. گره هر كينه‏اى كه از مردم به دل دارى بگشاى، و رشته هر انتقامى را قطع كن، و در هر چه از ديگران برايت ثابت نشده خود را به غفلت زن، در باور كردن گفتار سخن چينان شتاب مكن، زيرا سخن چين خائن است گرچه خود را شبيه خير خواهان نشان دهد. مشاوران در امور خود بخيل را وارد مشورت مكن كه تو را از بخشش مانع گردد، و از تهيدستى مى‏ترساند، و همچنين با بزدل و ترسو كه تو را در اجراى برنامه‏هايت سست مى‏نمايد، و نه با طمع كار كه حرص بر اندوختن و ستمگرى را در نظرت مى‏آرايد، همانا بخل و ترس و حرص سرشت‏هايى جداى از هم‏اند كه جمع كننده آنها در انسان سوء ظن به خداوند است وزيران بدترين وزراى تو وزيرى است كه پيش از تو وزير اشرار بوده، و در گناهانشان شركت داشته، چنين كسى نبايد از محرمان تو باشد، كه اينان ياران اهل گناه، و برادران اهل ستم‏اند، البته در حالى كه قدرت دارى جانشينى بهتر از آنان بيابى كه در كشور دارى مانند آنان داراى‏ رأى و كار دانى است، و بار سنگين گناهان آنان هم بر او نيست، از كسانى كه اهل ستم را در ستمكارى و گناهكاران را در گناهشان يارى نكرده است. هزينه اينان بر تو سبكتر، و همكاريشان بهتر، و نسبت به تو در طريق عطوفت مايل‏تر، و الفتشان با بيگانه كمتر است. اينان را از خاصان خود در خلوتها و مجالس خويش قرار ده. و نيز بايد از وزرايت برگزيده‏ترينشان نزد تو وزيرى باشد كه سخن تلخ حق را به تو بيشتر بگويد، و نسبت به آنچه كه خداوند براى اوليائش خوش ندارد كمتر تو را يارى دهد، گرچه اين برنامه بر عليه ميل تو به هر جا كه خواهد برسد. به اهل پاكدامنى و صدق بپيوند، و آنان را آنچنان تعليم ده كه تو را زياد تعريف نكنند، و بيهوده به كارى كه انجام نداده‏اى تو را شاد ننمايند، كه تمجيد فراوان ايجاد كبر و نخوت كند، و به گردنكشى نزديك نمايد نيكوكار و بدكار نيكوكار و بدكار در برابرت يكسان نباشند، كه اين كار نيكوكار را در انجام كار نيك بى‏رغبت، و بدكار را در بدى ترغيب مى‏كند، هر كدام را نسبت به كارشان پاداش بخش. آگاه باش كه چيزى براى جلب خوشبينى حاكم بر رعيت بهتر از نيكى به آنان، و سبك كردن هزينه بر دوش ايشان، و اجبار نكردنشان به حقّى كه حاكم بر آنان ندارد نيست. به صورتى بايد رفتار كنى كه خوش گمانى بر رعيتت را در كمك همه جانبه به حاكم فراهم آرى، كه اين خوش گمانى رنجى طولانى را از تو بر مى‏دارد، و به خوش گمانى تو كسى شايسته‏تر است كه از تو احسان ديده، و به بد گمانيت كسى سزاوارتر است كه از جانب تو به او ناراحتى رسيده روشها روشى را كه بزرگان امت بر اساس آن رفتار كرده‏اند، و به سبب آن در ميان مردم الفت برقرار شده، و اصلاح جامعه بر پايه آن بوده از بين مبر، و روشى را كه به روشهاى گذشته ضرر مى‏زند به وجود نياور، كه پاداش و اجر براى كسى است كه روشهاى درست را بر پا كرده، و گناه از بين بردن آن روشها بر گردن توست با دانشمندان در استوار ساختن آنچه صلاح كار شهرهايت بر آن است، و برپا داشتن آنچه مردم پيش از اين به آن مستقيم شده‏اند با دانشمندان و انديشمندان زياد گفتگو كن طبقات جامعه آگاه باش كه مردم مملكت گروههاى مختلفند كه هر گروه جز به گروه ديگر اصلاح نمى‏شود، و با داشتن گروهى از گروه ديگر بى‏نيازى نيست. اينان عبارتند از ارتش حق، و نويسندگان عمومى و خصوصى، و قاضيان عدل، و مأموران انصاف و مدارا، و اهل جزيه و ماليات از غير مسلمان و مسلمان، و تاجران و صنعتگران، و طبقه پايين از نيازمندان و افتادگان. خداوند سهم هر يك از اين طبقات را مقرر فرموده، و در كتابش‏ يا سنّت پيامبرش صلّى اللّه عليه و آله عهدى محفوظ را بر حدّ و اندازه واجب آن نزد ما قرار داده است سپاهيان ارتش به اذن خداوند دژ مردم، و زينت حاكمان، و ارجمندى دين، و راههاى امنيت‏اند، كه مردم بدون آنان برپاى نمانند. سپس نظام ارتش جز با مالياتى كه خداوند براى آنان قرار داده استوار نگردد، مالياتى كه به وسيله آن در جنگ با دشمن توانا مى‏شوند، و براى اصلاح زندگى خود به آن تكيه مى‏نمايند، و مايه رفع نيازمنديهاى آنان است. سپس كار ارتش و ماليات دهندگان استوار نگردد جز با گروه سوم كه عبارتند از قضات و كارگزاران حكومت و منشيان حسابگر كه قراردادها را محكم مى‏كنند، و آنچه را به سود رعيّت است جمع مى‏نمايند، و در امور خصوصى و عمومى بر آنان اعتماد مى‏شود. و كار اينان نيز به سامان نشود جز با تاجران و صنعتگران كه آنچه براى مردم سودمند است فراهم مى‏آورند، و بازارها را به آن برپا مى‏دارند، و به كارهايى كه به نفع مردم است دست مى‏زنند، كارهايى كه از غير ايشان ساخته نيست. سپس جمع نيازمند و از كار افتاده است كه احسان و يارى ايشان لازم است. و براى هر كدام از اين گروهها نزد خداوند گشايشى است، و براى هر يك از اين طبقات به مقدارى كه امور آنان را اصلاح نمايد بر عهده والى حقّى است، و والى از اداى آنچه خداوند بر عهده او قرار داده بر نيايد جز با كوشش و يارى خواستن از خداوند، و مهيّا نمودن خود بر به كار گيرى حق و استقامت بر آن، چه اينكه بر او آسان باشد يا سخت. آن كه پيش تو نسبت به خداوند و پيامبر و پيشوايت خير خواه‏تر و پاك دامن‏تر و بردبارتر است او را به فرماندهى ارتشت انتخاب كن، از آنان كه دير به خشم آيند، و پوزش پذيرترند، و به ناتوانان مهربان، و در برابر زورمندان گردن فرازند، و از آنان كه خشونت او را برنينگيزد، و ناتوانى وى را بر جاى ننشاند. با صاحبان مكارم و شرافت، و خانواده‏هاى شايسته و داراى سوابق نيكو پيوند برقرار كن، پس از آن با دلاور مردان و شجاعان و بخشندگان و جوانمردان رابطه برقرار ساز، زيرا اينان جامع بزرگوارى، و شاخه‏هايى از خوبى و احسانند. سپس از آنان چنان دلجويى كن كه پدر و مادر از فرزندشان دلجويى مى‏نمايند، و نبايد چيزى كه آنان را به وسيله آن نيرومند مى‏سازى در ديده‏ات بزرگ آيد، و لطفى كه نسبت به ايشان متعهد شده‏اى كوچك شمارى گر چه كوچك باشد، زيرا لطف تو آنان را نسبت به تو خير خواه و خوش گمان مى‏نمايد. از بررسى امور ناچيز آنان به اميد بررسى كارهاى بزرگشان چشم مپوش، كه نيكى اندك تو جايى دارد كه از آن بهره‏مند مى‏گردند، و براى احسان بزرگ تو نيز موقفى است كه از آن بى‏نياز نيستند. و بايد برگزيده‏ترين سران سپاهت نزد تو كسى باشد كه در كمك به سپاهيان مواسات را رعايت نمايد، و از توانگرى خود به آنان احسان كند به اندازه‏اى كه بتواند سپاهيان و خانواده‏هاى آنان را كه از خود به جاى نهاده‏اند اداره نمايد، تا انديشه آنان در جنگ با دشمن يك انديشه باشد، چرا كه عنايت تو نسبت به آنان دلهايشان را متوجه تو مى‏گرداند. برترين چيزى كه موجب چشم روشنى‏ زمامداران مى‏شود برقرارى عدالت در شهرها، و ظهور دوستى و محبت رعيت است. و دوستى رعيت آشكار نشود مگر به سلامت دل آنان، و خير خواهى ايشان درست و راست نگردد جز آنكه زمامداران خود را حمايت نمايند، و حكومت حاكمان را بر خود سنگين نشمارند، و توقع به پايان رسيدن زمان حكومتشان را نداشته باشند. پس آرزوهاى رعيّت را بر آور، و نيكو ستودن آنان را پيوسته دار، و رنج و زحمت و كوشش و ابتلاى صاحبان فعاليت را در نظر داشته باش، چه اينكه بسيار ياد كردن كارهاى خوب دلير را به هيجان آورده، و ترسو را به كوش وامى‏دارد ان شاء اللّه. سپس كوشش هر يك از آنان را به دقّت بشناس، و زحمت كسى را به ديگرى نسبت مده، و در اجر و مزدش به اندازه رنجى كه برده كوتاهى مكن، و مقام كسى باعث نشود كه كوشش اندكش را بزرگ شمارى، و معمولى بودن شخص علت نگردد كه كار بزرگش را اندك دانى رجوع به كتاب و سنّت جايى كه كارها بر تو مشكل شود و در امورى كه برايت شبهه حاصل گردد حلّ آن را به خدا و پيامبرش ارجاع ده، كه خداوند به مردمى كه هدايتشان را علاقه داشته فرموده: «اى كسانى كه ايمان آورده‏ايد، خدا و پيامبر و اولى الامر از خودتان را اطاعت كنيد، و اگر در برنامه‏اى اختلاف كرديد حكمش را به خدا و رسول باز گردانيد». باز گردان به خدا قبول آيات محكم او، و ارجاع به رسول پذيرفتن سنّت اوست كه جمع كننده همگان بر يك رأى است و پراكنده نيست قاضيان براى قضاوت بين مردم برترين شخص نزد خودت را انتخاب كن، كسى كه امور قضاوت او را دچار تنگنا نكند، و بر خورد مدعيان پرونده وى را گرفتار لجبازى ننمايد، و در خطا پافشارى نورزد، و هنگام شناخت حق از باز گشت به آن درنماند، و درونش به طمع‏ ميل نكند، و در رسيدن به حقيقت مقصود به اندك فهم اكتفا ننمايد، و درنگش در شبهات از همه بيشتر باشد، و دلايل را بيش از همه به كار گيرد، و از رفت و آمد نزاع كنندگان كمتر ملول شود، و در كشف امور از همه شكيباتر، و در وقت روشن شدن حكم از همه قاطع تر باشد، كسى كه ستايش مردم او را دچار خود بينى نكند، و تمجيد و تعريف او را به تعريف كننده مايل ننمايد، كه آراستگان به اين صفات در جامعه اندكند. قضاوت قاضى را هر چه بيشتر بررسى كن، و در پرداخت مال به او گشاده دست باش آن مقدار كه نيازش را بر طرف كند، و احتياجش به مردم كم شود، و آنچنان مقامش را نزد خود بالا بر كه از نزديكانت احدى در نفوذ به او طمع ننمايد، تا از ضايع شدنش به توسط مردم نزد تو در امان بماند. در زمينه انتخاب قاضى از هر جهت دقت كن دقّتى بليغ و رسا، كه اين دين اسير دست اشرار بود، در آن به هوا و هوس عمل مى‏كردند، و وسيله دنيا طلبى آنان بود رسيدگى به كار كارگزاران سپس در امور كارگزاران حكومتت دقت كن و آنان را پس از آزمايش به كار گير، از راه هوا و هوس‏ و خود رأيى آنان را به كار گردانى مگمار، زيرا هوا و هوس و خود رأيى جامع همه شعبه‏هاى ستم و خيانت است. از عمّال حكومت كسانى را انتخاب كن كه اهل تجربه و حياءاند، و از خانواده‏هاى شايسته و در اسلام پيش قدم ترند، چرا كه اخلاق آنان كريمانه‏تر، و خانواده ايشان سالم‏تر، و مردمى كم طمع‏تر، و در ارزيابى عواقب امور دقيق‏ترند. سپس جيره آنان را فراوان ده، زيرا اين برنامه براى آنان در اصلاح وجودشان قوّت است، و از خيانت در آنچه زير دست آنان مى‏باشد بى‏نياز كننده است، و اگر از فرمانت سر بر تابند و يا در امانت خيانت كنند بر آنان حجّت است. به كارهايشان رسيدگى كن، و جاسوسانى از اهل راستى و وفا بر آنان بگمار، زيرا بازرسى پنهانى تو از كارهاى آنان سبب امانت دارى ايشان و مداراى با رعيّت است. از ياران و ياوران بر حذر باش، اگر يكى از آنان دست به خيانت دراز كند و مأموران مخفى تو بالاتفاق خيانتش را گزارش نمايند اكتفاى به همين گزارش تو را بس باشد، و او را به جرم خيانت‏ كيفر بدنى بده، و وى را به اندازه عمل ناپسندش عقوبت كن، و سپس او را به مرحله ذلّت و خوارى به نشان، و داغ خيانت را بر او بگذار، و گردن بند عار و بد نامى را به گردنش بينداز ماليات در مسأله ماليات به صورتى كه اصلاح ماليات دهندگان در آن است رسيدگى كن، چه اينكه صلاح و بهبودى ماليات و ماليات دهندگان صلاح ديگران است، و براى ديگران آسايش جز با بهبودى آنان وجود ندارد چرا كه تمام مردم جيره خوار ماليات و پرداخت كنندگان آن هستند. بايد انديشه‏ات در آبادى زمين از تدبيرت در جمع‏آورى ماليات بيشتر باشد، زيرا ماليات جز با آباد كردن زمين به دست نمى‏آيد، و هر كس بخواهد منهاى آباد نمودن ماليات بگيرد شهرها را خراب كرده، و بندگان خدا را به هلاكت انداخته، و حكومتش جز اندك زمانى نماند. اگر ماليات دهندگان از سنگينى ماليات، يا بر خورد به آفات، يا خشك شدن چشمه‏ها، يا كمى باران، يا تغيير زمين بر اثر آب گرفتگى، يا بى آبى شكايت كنند ماليات را به اندازه‏اى كه اوضاع آنان بهبود يابد تخفيف ده، و اين تخفيف خرجى آنان بر تو سنگين نيايد، زيرا تخفيف تو ذخيره‏اى است كه با آباد كردن شهرهاى تو و آرايش حكومتت به تو باز مى‏گردانند، علاوه ستايش مردم را به خود جلب نموده، و شادمان هستى كه سفره عدالت را در بين آنان گسترده‏اى، در حالى كه با قوت بخشيدن به آنان به وسيله ذخيره‏اى كه در تخفيف ماليات نزد ايشان نهاده‏اى مى‏توانى بر آنان اعتماد كنى، و با عدالت و مهربانيت كه آنان را به آن عادت داده‏اى بر آنان مطمئن باشى، چه بسا گرفتاريهايى كه پيش آيد كه پس از نيكى به ماليات دهندگان اگر حلّ آن را به آنان واگذارى با طيب خاطر بپذيرند، چه اينكه بر مملكت آباد آنچه را بار كنى تحمّل كشيدنش را دارد، و علّت خرابى زمين بى‏چيزى و تنگدستى اهل آن زمين است، و فقر و ندارى آنان ناشى از زراندوزى واليان، و بدگمانى آنان به بقاء حكومت، و كم بهره گيرى آنان از عبرتها و پندهاست كاتبان سپس در حال نويسندگان و منشيان حكومت دقّت كن، و امورت را به بهترين آنها بسپار، نامه‏هايت را كه در بر دارنده امور محرمانه است به آنان كه در تمام خوبيهاى اخلاق از ديگران جامع ترند بسپار، كسى كه پست و مقام او را مست نكند و منزلتش باعث جرأت او در مخالفت با تو در جمع حاضران نگردد، و غفلتش سبب كوتاهى در رساندن نامه‏هاى كار گزارانت به تو، و گرفتن جوابهاى صحيح آن نامه‏ها از تو نشود، و در آنچه براى تو مى‏ستاند و يا از جانب تو مى‏دهد فروگذارى ننمايد، و پيمان و قراردادى كه براى تو مى‏بندد سست نبندد، و از به هم زدن قراردادى كه به زيان تو منعقد شده ناتوان نماند، به مرتبه و اندازه‏اش جاهل نباشد تا در امور به اندازه مقام خود وارد گردد، كه جاهل به مقام خويش به مقام ديگران جاهل‏تر است. انتخاب منشيان به فراست و اعتماد و خوش گمانى خودت نباشد، چرا كه مردان براى جلب نظر حاكمان خود را به ظاهر سازى‏ و خوش خدمتى مى‏شناسانند، در حالى كه پشت پرده اين ظاهر سازى خبرى از خير خواهى و امانت دارى نيست، بلكه آنان را به كارهايى كه براى نيكان پيش از تو انجام داده‏اند امتحان كن، پس به آن شخص روى آر كه در ميان مردم اثرش نيكوتر، و در امانت دارى معروفتر است، كه اين برنامه نشانه خيرخواهى تو براى خدا و براى كسى است كه عهده دار كار اويى. براى هر كارى از كارهايت رئيسى از منشيان قرار ده، كه بزرگى امور او را عاجز نكند، و كثرت كارها پريشانش نسازد. چنانچه در منشيانت عيبى باشد و تو از آن بى‏خبر بمانى مسئول آن هستى تاجران و صنعتگران در باره تاجران و صنعتگران پذيراى سفارش باش، و نسبت به آنان سفارش به نيكى كن، بدون فرق بين آنان كه در يك جا مقيمند، و آنان كه با مال خود در رفت و آمدند، و آنان كه با هنر دست خود در پى كسب و سودند، چه اينكه اينان مايه‏هاى منافع، و اسباب راحت جامعه، و جلب كننده سودها از مكانهاى دور دست، در بيابان و دريا، و زمين هموار و ناهموار منطقه حكومت تواند، از مناطقى‏ كه مردم در آن جمع نمى‏شوند، و به رفت و آمد در آنها جرأت نمى‏كنند، اينان اهل سلامت‏اند كه از ضرر آنان بيمى نيست، و اهل صلح و مسالمت‏اند كه ترسى از بدى و آسيب آنان وجود ندارد. از آنان كه در منطقه حكومت تو به سر مى‏برند و آنان كه در گوشه و كنار شهرهايت هستند كنجكاوى كن، ولى روشن باش كه با همه آنچه تذكر دادم در ميان ايشان گروهى تنگ نظر و بخيل به شكلى قبيح و زشت، و مردمى محتكر، و نرخ گذارانى به دلخواه در امر خريد و فروش وجود دارد، كه در اين وضع زيان جامعه و عيب و ننگ زمامداران است. پس از احتكار جلوگيرى كن كه رسول خدا صلّى اللّه عليه و آله آن را منع فرمود. داد و ستد بايد آسان باشد، و بر موازين عدالت صورت گيرد، و به نرخى معامله شود كه به فروشنده و خريدار اجحاف نشود. هرگاه كسى پس از نهى تو دست به احتكار زد او را مجازات كن ولى در مجازاتش از زياده روى بپرهيز طبقه پايين جامعه خدا را خدا را در طبقه پايين اجتماع، از آنان كه راه چاره ندارند، و از كار افتادگان و نيازمندان و دچارشدگان به زيان و سختى و صاحبان امراضى كه از پا در آمده‏اند، در ميان اينان كسانى هستند كه روى سؤال و اظهار حاجت دارند و كسانى كه عفت نفسشان مانع از سؤال است. بنا بر اين آنچه را كه خداوند در مورد آنان از حفظ حقوق از تو خواسته به حفظ آن پرداز، نصيبى از بيت المال كه در اختيار توست، و سهمى از غلّات خالصه جات اسلامى را در هر منطقه براى آنان قرار ده، كه براى دورترين آنها همان سهمى است كه براى نزديكترين آنان است، در هر صورت رعايت حق هر يك از آنان از تو خواسته شده، پس نشاط و فرو رفتن در نعمت تو را از توجه به آنان باز ندارد، چه اينكه از بى‏توجهى به امور كوچك آنان به بهانه پرداختن به كارهاى زياد و مهم معذور نيستى، از انديشه‏ات در امور ايشان دريغ مكن، و رخ از آنان برمتاب، نسبت به امور نيازمندان و محتاجانى كه به تو دسترسى ندارند، از آنان كه ديده‏ها خوارشان مى‏شمارد، و مردم تحقيرشان مى‏كنند كنجكاوى كن، براى به عهده گرفتن امور اينان انسانى مورد اعتماد خود را كه خدا ترس و فروتن است مهيّا كن، تا وضع آنان را به تو خبر دهد. سپس با آنان به صورتى عمل كن كه به وقت لقاء حق عذرت پذيرفته شود، زيرا اينان در ميان رعيت از همه به دادگرى و انصاف نيازمندترند، و در اداى حق همگان بايد چنان باشى كه عذرت نزد خداوند قبول شود. به اوضاع يتيمان و سالخوردگان كه راه چاره‏اى ندارند، و خود را در معرض سؤال از مردم قرار نداده‏اند رسيدگى كن. آنچه سفارش كردم بر حاكمان سنگين است، البته همه حق سنگين است، و گاهى خداوند آن را بر اقوامى سبك مى‏كند كه خواهان عاقبت به خيرى هستند، و خود را به صبر و استقامت واداشته، و به صدق آنچه خداوند به آن وعده داده اعتماد كرده‏اند ملاقات با نيازمندان از جانب خود وقتى را براى آنان كه به شخص تو نيازمندند قرار ده و در آن وقت وجود خود را براى آنان از هر كارى فارغ كن، و جلوست براى آنان در مجلس عمومى باشد، و براى خداوندى كه تو را آفريده تواضع كن، و لشگريان و ياران از پاسبانان و محافظان خود را از اين مجلس بركنار دار، تا سخنگوى نيازمندان بدون ترس و نگرانى و لكنت و ترديد با تو سخن بگويد، كه من بارها از رسول خدا صلّى اللّه عليه و آله شنيدم مى‏فرمود: «امتى به پاكى و قداست نرسد مگر اينكه حق‏ ناتوان را از قدرتمند با صراحت و روانى كلام بگيرد». آن گاه خشونت و درست حرف نزدن آنان را تحمل كن، تنگ خويى و غرور و خودپسندى نسبت به آنان را از خود دور كن تا خداوند جوانب رحمتش را بر تو بگشايد، و ثواب طاعتش را بر تو واجب كند. آنچه عطا مى‏كنى به خوشرويى عطا كن، و خوددارى از عطا را با مهربانى و عذر همراه نما. قسمتى از امور است كه بايد خودت به انجام آنها بر خيزى، از جمله پاسخ دادن به كارگزاران دولت آنجا كه منشيانت از پاسخ گويى ناتوانند. و نيز جواب دادن به حاجات و مطالب مردم در همان روزى كه حاجاتشان به تو مى‏رسد و پاسخش همكارانت را تنگدل و ناراحت مى‏كند. برنامه هر روز را در همان روز انجام ده، زيرا هر روز را كارى مخصوص به همان روز است. بهترين اوقات و با عظمت‏ترين ساعات را براى خود در آنچه بين تو و خداوند است اختصاص ده، هر چند همه كارها در تمام اوقات براى خداست اگر نيّت صحيح باشد، و رعيّت از آن كارها روى آسايش ببيند توجه به واجبات الهى و بايد در خصوص آنچه به آن دينت را براى خدا خالص مى‏كنى اقامه واجبات باشد واجباتى كه مخصوص به خداوند است، روى اين ملاك از بدنت در شب و روز در اختيار خداوند قرار بده، و از آنچه موجب قرب تو به خداوند مى‏شود به نحو كامل و بدون كم و كاست انجام ده، گر چه هر گونه صدمه و فرسايشى به بدنت وارد آيد. چون با مردم به نماز جماعت بايستى نه چنان نماز بگزار كه مردم را رميده كنى نه به آن صورت كه نماز را ضايع نمايى، كه در ميان مردم هم بيمار وجود دارد و هم كسى كه حاجتى دارد و بايد به دنبال آن برود. من از رسول خدا صلّى اللّه عليه و آله هنگام سفرى كه مرا به يمن فرستاد پرسيدم: با مردم چگونه نماز بگزارم فرمود: «با آنان نمازى بخوان مانند نماز ناتوان‏ترين آنان، و به مردم مؤمن مهربان باش» در ميان مردم اما بعد از اين، پنهان ماندنت را از رعيت طولانى مكن، كه در پرده ماندن‏ حاكم شعبه‏اى است از تنگ خويى و كم اطلاعى به امور. و پنهان ماندن حاكم از رعيت حاكمان را از دانستن آنچه بر آنان پوشيده است باز مى‏دارد، بر اين اساس كار بزرگ پيش آنان كوچك و كار كوچك بزرگ جلوه مى‏كند، زيبا زشت گردد و زشت زيبا شود، و حق به باطل آميخته مى‏گردد. زمامدار انسانى است كه آنچه را مردم از او پوشيده دارند نخواهد دانست، و حق را هم نشانه‏اى نيست كه به وسيله آن انواع راستى از دروغ شناخته شود، و تو يكى از دو مردى: يا انسانى هستى كه وجودت به بخشيدن در راه خدا سخاوتمند است، پس نسبت به حق مردم واجبى كه بايد عطا كنى يا كار نيكى كه بايد ادا نمايى علّت روى نشان ندادنت به رعيت چيست يا انسانى هستى مبتلا به بخل، كه در اين صورت زود باشد كه مردم دست درخواستشان را از تو باز دارند آن گاه كه از عطا و بخششت نا اميد گردند. با اينكه بيشترين حاجات مردم از تو چيزى است كه برايت زحمت و رنجى ندارد، از قبيل شكايت از ستمى، يا درخواست انصاف در خريد و فروشى. سپس واليان را نزديكانى است كه آنان را خوى خود خواهى و دست درازى به مال مردم، و كمى انصاف در داد و ستد است، به جدا كردن اسباب و وسايل اين حالات ماده و ريشه آنان را قطع كن. به هيچ يك از اطرافيان و اقوام خود زمينى از اقطاع مسلمين واگذار مكن. نبايد در تو طمع ورزد كسى به گرفتن مزرعه‏اى كه در آبشخور آن به همسايه زيان رساند، يا كارى كه بايد با شركت به سامان رسد مشقّت كار مشترك را به همسايگان تحميل كند، در آن صورت سودش براى آن طمع كاران و عيب و زشتى آن در دنيا و آخرت بر عهده تو خواهد بود. حق را نسبت به هر كه لازم است از نزديك و دور رعايت كن، و در اين زمينه شكيبا و مزد خواه از خدا باش، گر چه اين برنامه به زيان نزديكان و خاصانت باشد، و در اين مورد نسبت آنچه بر تو گران است جوياى عاقبتش باش، كه سر انجام رعايت حق پسنديده و نيكوست. هرگاه رعيت گمان ستمى بر تو ببرد آشكارا عذرت را به آنان ارائه كن، و به اظهار عذر گمانهاى آنان را از خود بگردان، چرا كه اظهار عذر موجب عادت دادن نفس به اخلاق حسنه، و مهربانى و نرمى نسبت به رعيت است، و اين عذر خواهى تو را به خواسته‏ات در واداشتن رعيت به حق مى‏رساند صلح از صلحى كه دشمنت به آن دعوت مى‏كند و خشنودى خدا در آن است روى مگردان، زيرا صلح موجب آسايش لشگريان، و آسودگى خاطر آنها، و امنيت شهرهاى توست. ولى پس از صلح به كلى از دشمن حذر كن، چه بسا كه دشمن براى غافلگير كردن تن به صلح دهد. در اين زمينه طريق احتياط گير، و به راه خوش گمانى قدم مگذار. اگر بين خود و دشمنت قراردادى بستى، يا از جانب خود به او لباس امان پوشاندى، به قراردادت وفا كن، و امان دادنت را به امانت رعايت نما، و خود را سپر تعهدات خود قرار ده، زيرا مردم بر چيزى از واجبات الهى چون بزرگ شمردن وفاى به پيمان- با همه هواهاى گوناگون و اختلاف آرايى كه دارند- اتفاق‏ ندارند. مشركين هم علاوه بر مسلمين وفاى بر عهد را بر خود لازم مى‏دانستند، چرا كه عواقب زشت پيمان شكنى را آزموده بودند. پس در آنچه به عهده گرفته‏اى خيانت نورز، و پيمان خود را مشكن، و دشمنت را گول مزن، كه بر خداوند جز نادان بدبخت گستاخى نكند، خداوند عهد و پيمانش را امان قرار داده و رعايت آن را از باب رحمتش بر عهده همه بندگان گذاشته، عهد و پيمان حريم امنى است تا در استوارى آن بياسايند، و همگان به پناه آن روند. بنا بر اين در عهد و پيمان خيانت و فريب و مكر روا نيست. عهد و پيمانى برقرار مكن كه در آن راه تأويل و بهانه و توريه و فريب باز باشد، و پس از تأكيد و استوار نمودن عهد و پيمان گفتار توريه مانند و دو پهلو به كار مبر، و نبايد در تنگنا افتادنت به خاطر اينكه عهد و پيمان خدا براى تو الزام آور شده تو را به فسخ آن به طور نامشروع بكشاند، چرا كه صبر تو در تنگناى عهد و پيمان كه اميد گشايش و برترى عاقبتش را دارى بهتر است از خيانتى كه از مجازاتش ترسانى، و نيكوتر است از اينكه از جانب حق مورد بازخواست واقع گردى، به صورتى كه نتوانى در دنيا و آخرت از خداوند در خواست بخشش كنى پرهيز از خونريزى از ريختن خون به ناحق بر حذر باش، زيرا چيزى در نزديك ساختن انتقام حق، و عظمت مجازات، و از بين رفتن نعمت و پايان گرفتن زمان حكومت به مانند خون به ناحق ريختن نيست. خداوند در قيامت اول چيزى كه بين مردم حكم مى‏كند در رابطه با خونهايى است كه به ناحق ريخته‏اند. پس حكومت را به ريختن خون حرام تقويت مكن، كه ريختن خون حرام قدرت را به سستى كشاند، بلكه حكومت را ساقط نموده و به ديگرى انتقال دهد. براى تو در قتل عمد نزد خدا و نزد من عذرى نيست، چرا كه كيفر قتل عمد كشتن قاتل است. و اگر دچار اشتباه شدى، و تازيانه يا شمشير يا دستت در كيفر دادن از حد بيرون رفت- چه اينكه در مشت زدن و بالاتر از آن بيم قتل است- مبادا نخوت حكومت تو را از پرداخت خون بها به خاندان مقتول مانع گردد سفارشات گوناگون از خودپسندى و تكيه بر آنچه تو را آلوده به خود پسندى كند، و از علاقه به ستايش و تعريف مردم برحذر باش، زيرا اين حالات از مطمئن‏ترين فرصت‏هاى شيطان در نظر اوست تا نيكى نيكوكاران را نابود كند. بپرهيز از اينكه احسانت را بر رعيّت منّت گذارى، يا كرده خود را بيش از آنچه هست بزرگ شمارى، يا به رعيّت وعده‏اى دهى و خلاف آن را به جا آورى، چرا كه منّت موجب بطلان احسان، و كار را بيش از آنچه هست پنداشتن باعث از بين بردن نور حق در قلب، و خلف وعده سبب خشم خدا و مردم است، خداوند بزرگ فرموده: «اين باعث خشم بزرگ خداست كه بگوييد و انجام ندهيد». از عجله در كارهايى كه وقتش نرسيده، يا سهل انگارى در امورى كه انجامش ممكن شده، يا لجبازى در چيزى كه نامعلوم است، يا سستى در آنچه كه روشن است‏ بر حذر باش. هر چيزى را در جاى خودش بگذار، و هر كارى را به موقع خودش انجام ده. از اينكه چيزى را به خود اختصاص دهى در حالى كه همه مردم در آن مساوى هستند بپرهيز، و از غفلت در آنچه كه توجه تو به آن ضرورى است و براى همگان معلوم است بر حذر باش، زيرا آنچه را به خود اختصاص داده‏اى از تو به نفع ديگران مى‏گيرند، و در اندك زمانى پرده از روى كارهايت برداشته مى‏شود، و داد مظلوم را از تو بستانند. خشم و شدّت و غضب و سركشى و قدرت و تيزى زبانت را در اختيار گير، و از تمام اين امور به باز داشتن خود از شتاب در انتقام، و تأخير انداختن حمله و سطوت خود را حفظ كن، تا خشمت آرام گردد و عنان اختيارت را مالك شوى، و هرگز حاكم و مسلط بر خود نخواهى شد تا اينكه بسيار به ياد بازگشت به خداوند افتى. بر تو واجب است كه به ياد حكومتهاى عدل پيش از خود باشى، و نيز لازم است كه به روش‏هاى خوب، يا اثرى كه از پيامبرمان صلّى اللّه عليه و آله رسيده‏ يا فريضه‏اى كه در كتاب خداوند است توجه نمايى، پس به آنچه كه ديدى ما بر اساس آن عمل كرديم اقتدا نمايى، و در دنبال كردن آنچه كه در اين عهد نامه برايت مقرر كردم و به وسيله آن حجت را بر تو تمام نمودم كوشش كنى، تا براى تو به هنگام شتاب نفس به سوى هوا و هوس بهانه و عذرى نباشد. جز خداى بزرگ هرگز احدى نگاه‏دارنده از بدى، و توفيق دهنده به خير و خوبى نيست، و از جمله چيزهايى كه رسول خدا صلّى اللّه عليه و آله در وصايايش به من سفارش نمود ترغيب بر نماز و زكات و مهربانى بر غلامانتان بود، و من سفارش حضرت را پايان عهدى كه براى تو نوشتم قرار مى‏دهم، و كسى را حول و قوّتى جز به خداى بزرگ نيست قسمتى از اين پيمان كه پايان آن مى‏باشد من از خداوند با رحمت فراگيرش، و بزرگى قدرتش بر انجام هر گونه درخواست مسئلت مى‏نمايم من و تو را به آنچه رضاى او در آن است، از معذور بودن‏ نزد خودش و مخلوقش، به همراه ثناى نيك در بين بندگانش، و آثار زيبا در شهرهايش، و تمام نعمت و فزونى كرامت توفيق دهد، و پايان زندگى من و تو را سعادت و شهادت قرار دهد، همه ما به سوى او باز مى‏گرديم. و سلام و درود بر رسول خدا صلّى اللّه عليه و بر اهل پاكيزه و پاكش باد. و السلام


مربوط به :بیانات در دیدار اقشار مختلف مردم در روز بیست‌وسوم ماه مبارک رمضان ۱۴۱۰ ه.ق - 1369/01/30
عنوان فیش :روایتی از برخورد میرزا جواد آقای تبریزی با ملاحسینقلی همدانی
کلیدواژه(ها) : آخوند ملاحسینقلی همدانی, روحیه کمال انسانی, مبارزه با خودبزرگ بینی, میرزا جواد ملکی تبریزی, تاریخ حوزه‌های علمیه و مجاهدتهای علما, خودسازی اخلاقی
نوع(ها) : روایت تاریخی

متن فیش :
قدم اول در راه خدا، شکستن خویشتن و خود را فقیر و تهیدستِ مطلق دیدن است. یعنی انسان در عین قدرت و ثروت و علم و برخورداری از مزایا و محاسن و خصوصیات مثبت و در اوج دارایی و توانایی، واقعاً - نه به صورت تعارف - خود را در مقابل خدا، نیازمند و تهیدست و محتاج و کوچک و حقیر ببیند. این، آن روحیه‌ی کمال انسانی است که البته باید با تمرین به این‌جاها رسید.
شنیدم مرحوم حاج میرزا جواد آقای تبریزی معروف - که از بزرگان اولیا و عرفا و مردان صاحبدلِ زمان خودش بوده است - اوایلی که برای تحصیل وارد نجف شد، با این‌که طلبه بود، ولی به شیوه‌ی اعیان و اشراف حرکت می‌کرد. نوکری دنبال سرش بود و پوستینی قیمتی روی دوشش می‌انداخت و لباسهای فاخری می‌پوشید؛ چون از خانواده‌ی اعیان و اشراف بود و پدرش در تبریز ملک‌التجار بوده یا از خانواده‌ی ملک‌التجار بودند. ایشان، طلبه و اهل فضل و اهل معنا بود و بعد از آن‌که توفیق شامل حال این جوان صالح و مؤمن شد، به درِ خانه‌ی عارف معروف آن روزگار، استاد علم اخلاق و معرفت و توحید، مرحوم آخوند ملاحسینقلی همدانی - که در زمان خودش در نجف، مرجع و ملجأ و قبله‌ی اهل معنا و اهل دل بوده است و حتّی بزرگان می‌رفتند در محضر ایشان می‌نشستند و استفاده می‌کردند - راهنمایی شد.
روز اولی که مرحوم حاج میرزا جوادآقا، با آن هیأتِ یک طلبه‌ی اعیان و اشراف متعین، به درس آخوند ملاحسینقلی همدانی می‌رود، وقتی‌که می‌خواهد وارد مجلس درس بشود، آخوند ملاحسینقلی همدانی، از آن‌جا صدا می‌زند که همان‌جا - یعنی همان دمِ در، روی کفشها - بنشین. حاج میرزا جواد آقا هم همان‌جا می‌نشیند. البته به او برمی‌خورد و احساس اهانت می‌کند؛ اما خودِ این و تحمل این تربیت و ریاضت الهی، او را پیش می‌برد. جلسات درس را ادامه می‌دهد. استاد را - آن‌چنان‌که حق آن استاد بوده - گرامی می‌دارد و به مجلس درس او می‌رود. یک روز در مجلس درس، او که در اواخر مجلس هم نشسته بود، بعد که درس تمام می‌شود، مرحوم آخوند ملاحسینقلی همدانی، به حاج میرزا جوادآقا رو می‌کند و می‌گوید: برو این قلیان را برای من چاق کن و بیاور! بلند می‌شود، قلیان را بیرون می‌برد؛ اما چه‌طور چنین کاری بکند؟! اعیان، اعیان‌زاده، جلوی جمعیت، با آن لباسهای فاخر! ببینید، انسانهای صالح و بزرگ را این‌طور تربیت می‌کردند. قلیان را می‌برد، به نوکرش که بیرون در ایستاده بود، می‌دهد و می‌گوید: این قلیان را چاق کن و بیاور. او می‌رود قلیان را درست می‌کند و می‌آورد به میرزا جوادآقا می‌دهد و ایشان قلیان را وارد مجلس می‌کند. البته این هم که قلیان را به‌دست بگیرد و داخل مجلس بیاورد، کار مهم و سنگینی بوده است؛ اما مرحوم آخوند ملاحسینقلی می‌گوید که خواستم خودت قلیان را درست کنی، نه این‌که بدهی نوکرت درست کند.
این، شکستن آن منِ متعرض ِ فضولِ موجب شرکِ انسانی در وجود انسان است. این، آن منیت و خودبزرگ‌بینی و خودشگفتی و برای خود ارزش و مقامی در مقابل حق قایل شدن را از بین می‌برد و او را وارد جاده‌یی می‌کند و به مدارج کمالی می‌رساند که مرحوم میرزا جواد آقای ملکی تبریزی به آن مقامات رسید. او در زمان حیات خود، قبله‌ی اهل معنا بود و امروز قبر آن بزرگوار، محل توجه اهل باطن و اهل معناست. بنابراین، قدم اول، شکستن منِ درونی هر انسانی است که اگر انسان، دایم او را با توجه و تذکر و موعظه و ریاضت - همین‌طور ریاضتها - پَست و زبون و حقیر نکند، در وجود او رشد خواهد کرد و فرعونی خواهد شد.

مربوط به :بیانات در دیدار اقشار مختلف مردم در روز بیست‌وسوم ماه مبارک رمضان ۱۴۱۰ ه.ق - 1369/01/30
عنوان فیش : جامعه اسلامی
کلیدواژه(ها) : جامعه اسلامی
نوع(ها) : جستار

متن فیش :
در جمهوری اسلامی‌، همه‌ی قشرها، چه كسانی كه مسئولیتی در نظام جمهوری اسلامی‌ دارند كه البته نسبت به این‌ها، تكلیف سنگین‌تر و فوری‌تر و واجب‌تر است چه مردم معمولی جامعه‌ كه سمت و منصب و شغل و اعتباری ظاهری را یدك نمی‌كشند، اگر سعی كنند همین یك خصوصیت را تواضع، زدودن روح تكبر و استعلا و علو، كه موجب طغیان است در خودشان به وجود آورند، بسیاری از مشكلات حل خواهد شد و جامعه‌، جامعه‌ی حقیقتاً اسلامی‌ خواهد شد. باید این كارها را بكنیم؛ منتظر چه هستیم؟ آن احساس و وسوسه‌ای كه درون من و شما وجود داشته باشد، دائم به ما بگوید كه ما از دیگران بالاتریم، حرف ما از حرف دیگران قابل قبول‌تر است، شأن ما از شأن دیگران بیشتر است؛ این، موجب فساد و اختلاف و گسستن همه چیز در نظام اسلامی‌ است؛ این را باید از بین برد. اگر ما این صفت شیطانی را در وجود خودمان و در صحن جامعه‌ از بین بردیم، برادری و همكاری به وجود خواهد آمد و روز به روز، وحدت بهتر و بیشتری ایجاد خواهد شد و جامعه‌، التیام الهی و اسلامی خودش را به دست خواهد آورد.

مربوط به :بیانات در دیدار اقشار مختلف مردم در روز بیست‌وسوم ماه مبارک رمضان ۱۴۱۰ ه.ق - 1369/01/30
عنوان فیش : روزه
کلیدواژه(ها) : روزه
نوع(ها) : فیش موضوعی

متن فیش :
طی مسافتی به قدر هشت فرسنگ، موجب میشود که نماز انسان در حال سفر، قصر بشود و روزه هم برداشته شود. البته، چه به صورت مستقیم این سفر هشت فرسنگ طی بشود - یعنی در حدود 44 یا 45 کیلومتر - و چه به صورت رفت‌وبرگشت هشت فرسنگ بشود؛ یعنی چهار فرسنگ بروید و همان راه، یا به قدر آن راه را برگردید. این را همه میدانند که اگر در ماه مبارک رمضان، کسی سفر کرد - با شرایطی که دارد - و این مقدار فراسخ را رفت، روزه از او برداشته است؛ یعنی طبق نظر شیعه، روزه‌ی در حال سفر حرام است. البته اهل سنت هم در سفر روزه را واجب نمیدانند؛ اما حرام هم نمیدانند و میگویند، میشود انسان در سفر روزه بگیرد. علمای شیعه معتقدند که نه، در حال سفر روزه جایز نیست.
حالا اگر این سفر بخواهد تحقق پیدا کند، شرایطی دارد که در رساله‌ها آن را مفصلاً ذکر کرده‌اند. یکی از ... این است که انسان باید از حد ترخص خارج گردد، تا احکام سفر مترتب بشود. فرض کنید شما از شهری که در آن ساکن هستید، یا قصد اقامه‌ی ده روز کرده‌اید، میخواهید روز ماه رمضان به مسافرت بروید. مادامی که از حد ترخص خارج نشده‌اید، اگر نماز خواندید، حق ندارید شکسته بخوانید و حق ندارید روزه‌تان را بشکنید. وقتی از حد ترخص عبور کردید و گذشتید، آن‌وقت احکام سفر، بار خواهد شد. حد ترخص هم این است که شما به جایی برسید که دیوارهای شهر را دیگر نبینید و شبح شهر در آن‌جا دیده نشود.
بعضیها وقتی میخواهند در روز ماه رمضان مسافرت کنند، مثلاً ساعت 8 صبح قصد دارند سفر بروند، چون میدانند که بعد از سفر، روزه‌ی آنها شکسته خواهد شد، از صبح که هنوز سفر نرفتند، احکام روزه را دیگر بر خودشان مترتب نمیکنند. صبح مینشینند صبحانه میخورند و هنوز سفر شروع نشده، یا از حد ترخص خارج نشده، آثار سفر را بار میکنند! این، درست نیست. آن روزی که شما قصد دارید مسافرت کنید، هنوز روزه هستید. بعد از آن‌که اذان صبح گفته شد، شما صائم هستید و تا وقتی که سفر شروع نشده است و از حد ترخص خارج نشده‌اید، حق ندارید هیچیک از مبطلات را انجام بدهید

مربوط به :بیانات در دیدار اقشار مختلف مردم در روز بیست‌وسوم ماه مبارک رمضان ۱۴۱۰ ه.ق - 1369/01/30
عنوان فیش : سیره سیاسی امیرالمؤمنین(علیه السلام)
کلیدواژه(ها) : سیره سیاسی امیرالمؤمنین(علیه السلام)
نوع(ها) : فیش موضوعی

متن فیش :
ای بسا کسانی که پول زیاد و ثروت و امکاناتی دارند، اما خودشان را بینیاز احساس نمیکنند و تکیه‌یی به این ثروت ندارند و خودشان را وابسته‌ی به خدا میدانند. این آدم، طغیان نخواهد کرد..... حکومتهای الهی در طول تاریخ و هرکدام از پیامبران و اولیا که به حکومت رسیدند، همین‌طور بوده‌اند. ثروتها و امکانات جامعه در اختیار آنها بوده، ولی خود را از آن جدا میکرده‌اند؛ مثل امیرالمؤمنین (علیه‌الصّلاةوالسّلام) که ثروت شخصی هم داشت و دایماً تحصیل میکرد و صدقه میداد. ثروتهای جامعه و بیت‌المال هم در اختیار او بود، هرچه که میخواست، میتوانست مصرف بکند؛ اما از این غنا و ثروت، خودش را جدا میکرد

مربوط به :بیانات در دیدار اقشار مختلف مردم در روز بیست‌وسوم ماه مبارک رمضان ۱۴۱۰ ه.ق - 1369/01/30
عنوان فیش : سیره سیاسی امیرالمؤمنین(علیه السلام)
کلیدواژه(ها) : سیره سیاسی امیرالمؤمنین(علیه السلام)
نوع(ها) : جمله‌های برگزیده

متن فیش :
امیرالمؤمنین (علیه‌الصّلاةوالسّلام) ثروت شخصی هم داشت و دایماً تحصیل میکرد و صدقه میداد. ثروتهای جامعه و بیت‌المال هم در اختیار او بود، هرچه که میخواست، میتوانست مصرف بکند؛ اما از این غنا و ثروت، خودش را جدا میکرد

مربوط به :بیانات در دیدار اقشار مختلف مردم در روز بیست‌وسوم ماه مبارک رمضان ۱۴۱۰ ه.ق - 1369/01/30
عنوان فیش : سیره امیرالمؤمنین(علیه السلام)
کلیدواژه(ها) : سیره امیرالمؤمنین(علیه السلام)
نوع(ها) : جمله‌های برگزیده

متن فیش :
امیرالمؤمنین (علیه‌الصّلاةوالسّلام) ثروت شخصی داشت و دایماً تحصیل میکرد و صدقه میداد. ثروتهای جامعه و بیت‌المال هم در اختیار او بود، هرچه که میخواست، میتوانست مصرف بکند؛ اما از این غنا و ثروت، خودش را جدا میکرد

مربوط به :بیانات در دیدار اقشار مختلف مردم در روز بیست‌وسوم ماه مبارک رمضان ۱۴۱۰ ه.ق - 1369/01/30
عنوان فیش : لیلة القدر
کلیدواژه(ها) : لیلة القدر
نوع(ها) : فیش موضوعی

متن فیش :
شب قدر را کسی به دعا و مناجات و گریه و توجه به خدا و نماز و استغفار و امثال اینها بگذراند، بعد فردای آن روز، وقتی که در بین جمع می‌آید و مردم را در خیابانها مشغول کار خودشان میبیند، در دل خود بگوید: ای بیچاره‌ها! شما دیشب در چه حالی بودید، ما چه حالی داشتیم؛ شما غافل بودید! یعنی خود را از دیگران بالاتر حساب کند و این چنین بپندارد. هرکدام از اینها باشد، برای پیشرفت تکاملی انسان، سم قاتل است.